الرحل الرقميون: كيف تعمل من أي مكان بالعالم؟

الرحل-الرقميون:-كيف-تعمل-من-أي-مكان-بالعالم؟

الرحل الرقميون: كيف تعمل من أي مكان بالعالم؟

هل سبق وأن شاهدت صورةً على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص يعمل على جهازه المحمول أمام الشاطئ بجانب وجبة غدائه؟ إنه رحالاً رقميًا. لقد أحدث التطور التكنولوجي السريع نقلةً نوعية في طبيعة الحياة العملية، أبرز أوجه التطور هذه هم الرحل الرقميون، وهو أسرع الأساليب نموًا في إطار العمل. فمن هم الرحل الرقميون؟ وكيف تصبح رحالًا رقميًا؟

جدول المحتويات:

من هم الرحل الرقميون؟

الرحل الرقميون هم من يعتمدون على العمل عبر الإنترنت لكسب لقمة العيش، مما يتيح لهم حرية أكثر في التنقل، بحيث يصبح بإمكانهم العمل من أي مكان في العالم، كالمقاهي أو الفنادق أو المكتبات العامة، أو أماكن العمل المشتركة، أو أي مكان آخر، طالما تتوفر به إمكانية الوصول للإنترنت واللوازم الرقمية للعمل.

يمكن أن يكون الرحالة الرقمي مستقلاً أو موظفًا بعقدٍ ثابت عن بعد، أو صاحب علامة تجارية يديرها عبر الويب، أو حتى شخصًا معتمدًا على الدخل السلبي، جميعهم يشتركون في نقطة واحدة، وهي عدم الارتباط بموقع معين للعمل عن بعد، والسفر دون قيود جغرافية تخص مهنتهم.

ما هي المزايا التي يتمتع بها الرحل الرقميون؟

يعطي أسلوب الحياة التي يتبعها الرحالة الرقميون العديد من المزايا والفوائد التي تعود عليهم، أبرز هذه المزايا ما يلي:

1. المرونة والحرية في اختيار مكان العمل

أشارت أحدث الاستطلاعات إلى أن 92% من الرحل الرقميين أصبحوا أكثر سعادة بسبب عدم ارتباط عملهم بمكانٍ محدد. كونك رحالاً رقميًا، فإن ذلك يتيح لك اختيار المكان الأنسب لك وخلق بيئة عمل ممتعة تزيد من إنتاجيتك واستقرارك النفسي، فقد يصبح الذهاب لنفس المكان يوميًا مملاً ويدعو للفتور والكسل أحيانًا.

2. الحصول على تأشيرة خاصة عند السفر

يُعدّ اتخاذ السفر بشكل متكرر أسلوب حياة أمرًا ممكنًا عندما تصبح رحالاً رقميًا، دون التقيّد بالإجازات التي يوفرها عملك فقط لمغادرة مكانك. استدعى هذا الأمر العديد من الدول إلى إصدار تأشيرات خاصة بالرحل الرقميون كي يتمكنوا من السفر بدافع المتعة والعمل معًا، أبرز هذه الدول هي الإمارات العربية المتحدة وألمانيا.

3. اختيار نمط الحياة الأنسب لك

يساعدك كونك رحالاً رقميًا على تصميم نمط حياتك بما يتوافق مع جميع الجوانب وتأثيرها عليك. ففي بعض الأحيان، يكون من السهل أن تتحكم قوى خارجية بتشكيل حياتك، لكن بصفتك جزءًا من الرحالة الرقميين، فأنت بذلك تتولى زمام أمور حياتك الرئيسية، وتحددها بتوازن وتناغم. يمكنك الانغماس أكثر في هواياتك واتباع نظام حياة أكثر صحة وحيوية، مع الحفاظ على الموازنة بين الحياة العملية والشخصية كما سنذكر لاحقًا.

4. انخفاض تكاليف المعيشة

عندما تدير حياتك المادية بشكلٍ ذكي كرحال رقمي، ستوفر الكثير من التكاليف المالية. غالبًا ما يعمل الرحل الرقميون مع شركات في بلدانٍ غير التي يسافرون إليها أو التي يعيشون بها، أنسب ما يمكنك فعله هو أن تختار التنقل في دول ذات تكاليف معيشية أقل من المعدل المالي الذي تحصل عليه. إضافةً إلى ذلك، يُعدّ تجنب دفع ضرائب الدخل من أبرز المزايا المالية التي تحصل عليها.

5. الحصول على الإلهام من البيئات الجديدة

لا شك أن السفر يُعدّ تغذية سامية للروح وتعزيز للتفكير الإبداعي، فملء حواسك بمشاهد وألوان جديدة يومًا بعد يوم يُعدّ إلهامًا ومحفزًا يوميًا للإقبال على الحياة والسعي نحو ما هو أفضل. على الجانب الآخر، قد يسبب الروتين صعوبة في الابتكار والإبداع. الإضافةً إلى ذلك، إن التعرف على ثقافات جديدة ومقابلة أناس جدد في كل مرة، يساعدك على استكشاف فرص عديدة تصب في مصلحتك حاضرًا ومستقبلاً.

6. توفير الوقت والجهد

كم هي عدد المرات التي تأخرت فيها عن عملك بسبب ازدحام حركة المرور؟ ثم تصل عملك مرهقًا قبل بداية عملك ومهامك! يساعدك العمل عبر الإنترنت بتقدير وقتك الثمين أكثر ويوفر لك الجهد أيضًا، كي تبدأ عملك بنشاطٍ دون تضييع الكثير بنشاطاتٍ أخرى يكون لا مفر منها مع العمل المكتبي.

7. تحقيق اكتفاء أكبر بممتلكات أقل

عندما تسافر كثيرًا، ستتعلم العيش بممتلكات مادية أقل، فكثرة التنقل تعيقك عن حمل الكثير من الأمتعة. سيجعلك ذلك تدرك مع الوقت أنك في الحقيقة لست بحاجة للكثير من أجل الاستمتاع! الرحال الرقمي يهتم بالخبرات أكثر من الأمور المادية، ويتمتع بأسلوب حياة أكثر بساطة يوفر له اكتفاءًا ذاتيًا، وبالتالي حرية أكثر في الحركة.

أبرز تحديات الرحل الرقميون وكيفية التغلب عليها

قد يعتقد البعض أن الرحل الرقميون أشخاصًا مترفون بالميزات فقط، لكن الحقيقة أن حياة الرحالة الرقمي تحمل الكثير من العقبات والتحديات التي يلزم مواجهتها كي يحصل على حياة مستقرة على مختلف الأصعدة. إليك أبرز هذه التحديات، مع بعض الحلول العملية لتجاوزها:

1. الموازنة بين الحياة العملية والحياة الشخصية

قد يكون من الصعب جدًا فصل العمل عن الحياة للرحل الرقميون، فلا يوجد فعليًا أي فصل مادي بين مكان عملك ومساحتك الشخصية. يُعدّ كونك تستطيع العمل في أي مكان وأي وقت ميزة، ولكنها قد تجعلك إما تنغمس بالعمل أكثر من اللازم أحيانًا وتنسى الاستمتاع بما حولك، أو أن كثرة الإغراءات حولك تجعلك تتجاهل مهامك اليومية في العمل وتنحيها جانبًا.

يبدأ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية بمحاولة خلق روتين معين تحدد فيه الوقت الذي ستقضيه في العمل. أنشئ قائمة بالمهام اليومية وحدد مواعيدًا نهائية كي تتجنب تراكم العمل لآخر لحظة، من المهم أيضًا وضع أهدافًا أسبوعية وشهرية تساعدك على توزيع عملك بشكل لا يعيقك عن الاستمتاع والسفر.

إضافةً إلى دراسة أوقات العمل والمتعة، من المهم أن تخصص عملك في مكانٍ يساعدك على الإنتاجية كي تنجز أعمالك في الوقت المحدد دون تجاوز وقت الراحة. تعد أماكن العمل المشتركة أنسب خيار دونًا عن المقاهي والنوادي التي قد يعيقك ضجيجها عن التركيز.

2. الشعور بالوحدة

يعاني الكثير من الرحالة الرقميون -خصوصًا حديثي العهد- بالشعور بالوحدة، فبالرغم من أن حياة الرحالة الرقمي تتضمن اتصال مع العديد من الأشخاص، وتعرّف على الكثير من مختلف أنحاء العالم بشكل مستمر، لكن مهما تعدد معارفك، فسيرافقك شعور الوحدة بين الحين والآخر. هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها كرحال رقمي لتجنب الشعور بالوحدة، أهم هذه الأمور ما يلي:

  • بناء شبكة قوية وداعمة في معارفك تستطيع أن تتصل بها في أي وقت والحديث معها خلال أيامك باستمرار، يمكن أن تكون هذه الشبكة هي شخص واحد!
  • شارك في مجتمعات الرحل الرقميون عبر الإنترنت، قد تكون فرصة رائعة للتنقل ضمن مجموعات! الإضافةً إلى أن تواصلك معهم سيشعرك أنك لست وحدك في طبيعة حياتك ومشاعرك.
  • استخدم مساحات العمل المشتركة في حال كانت متاحة، مجرد الجلوس مع أشخاص آخرين للعمل يقلل من شعور الوحدة والفتور تجاه العمل أيضًا، يمكنك تكوين أصدقاء هنالك كذلك.

3. العيش في المكان الخطأ

أكثر ما هو مثيرًا في كونك رحالة رقميًا هو استكشاف العالم والتنقل من بلدٍ لآخر بين الفينة والأخرى، لكنك قد تجد نفسك أحيانًا في مكانٍ غير مناسب. بأن تكون شبكة الإنترنت غير موثوقة مثلاً، أو أن يكون المكان بشكل عام غير مناسب لك ولا يتفق مع توقعاتك، سيؤثر ذلك بشكل كبير على إنتاجيتك وتركيزك.

لتجنب الوقوع في المكان الخطأ، احرص على القيام ببحثٍ شاملٍ لكل وجهة قبل أن تقرر الذهاب إليها، تأكد من الطقس خلال الموسم الذي ستسافر فيه، واحصل على فكرة عن مكان إقامتك، بحيث يكون على مسافة قريبة من مكاتب العمل المشتركة والمقاهي ومحلات البقالة، وصالات الرياضة أيضًا.

ابحث في خرائط جوجل وحدد جميع الأماكن التي تود زيارتها وتحقق من قربها. ولا ضير من التواصل مع رحل رقمين آخرين أمضوا وقتًا بذاك المكان، والسؤال عن رأيهم وتجربتهم بشكل عام.

4. إدارة الميزانية بشكل صحيح

من الضروري جدًا أن تضع ميزانية محددة لكل بلد تزورها، لكن سواء كنت تسافر من أجل المتعة أو كرحال رقمي، فمن المؤكد أن هناك بعض النفقات المفاجئة التي تظهر خلال رحلتك وتؤثر بشكل كبير على الميزانية. يزداد أمر تحديد الميزانية صعوبة للمستقلين الذي لا يعملون بدخلٍ ثابت بل حسب كل مشروع. قد يؤدي بك الأمر أحيانًا لتعدي الميزانية بسبب اختلاف العملات وتفاوت سعر الصرف.

لتجنب الخروج عن الميزانية المحدد قدر الإمكان، احرص على تخصيص مبلغ للنفقات الغير متوقعة، واعتمد في حساباتك على المال الموجود بين يديك خصوصًا إن كنت مستقلاً، وليس على المال الذي من المتوقع الحصول عليه. سيساعدك الادخار من فترةٍ لأخرى على وجود صندوق طوارئ للأموال. إضافةً لذلك، قم بدراسة شاملة للنفقات قبل البدء بأي رحلة.

5. الافتقار للروتين

بقدر ما نرغب بالابتعاد عن الروتين، إلا أنه يملك جوانب جيدة تساعدنا على خوض حياتنا اليومية دون بذل الكثير من المجهود والتركيز على الإنتاج. فكونك رحالاً رقميًا قد يضع أمامك الكثير من التحديات اليومية وأحيانًا المفاجئة، وستتطلع مع الوقت للراحة والروتين ربما، إلى جانب كل المتعة التي يحفها السفر.

حاول أن تخلق جدولاً محددًا تلتزم به بغض النظر عن مكانك، كأن تستيقظ في نفس الوقت كل صباح، وتكون لك ساعات محددة للعمل، ويا حبذا لو كان هناك مكان معين يمكن أن تجده في أي بلد تذهب إليها للعمل، كغرفة الفندق مثلاً. خصص يومين من الأسبوع للاسترخاء بعيدًا عن العمل واستمتع بكل ما يحيطك.

6. الحفاظ على العلاقات الشخصية

من السهل أن تنغمس في حياتك الجديدة وتلهى عن تخصيص وقت كافي لأحبابك من الأصدقاء والعائلة، من الممكن أيضًا أن يكون فرق التوقيت عائقًا كبيرًا في التواصل المستمر. إضافةً إلى ذلك، قد تكون كثرة تنقلك عائقًا في حضور بعض المناسبات الخاصة والمهمة.

بالبداية، حدد ساعاتٍ معينة للتواصل، ولا تنس إشراكهم في مغامراتك وأحداثك اليومية بإرسال الصور والفيديوهات. جدول أعمالك أيضًا بما يتناسب مع حضور المناسبات المهمة عند الضرورة، ويمكنك أيضًا إرسال الهدايا والبطاقات البريدية لتشعرهم بقربهم ومكانتهم.

7. التطلع لهدف أسمى في الحياة

السفر الدائم في حد ذاته فكرة جذابة بالبداية، لكنه أيضًا ليس هدفًا كبيرًا بعيد المدى، كذلك بالنسبة لكسب المال. فمع الوقت سيتطلع الإنسان إلى نوعًا من الإرث، كالعائلة مثلاً. جميعنا كبشر نتطلع إلى الاستقرار بشكلٍ أو بآخر، حتى وإن اتخذنا من الترحال أسلوب حياة. لذا، لا بأس بأن تستقر مع عائلتك من وقتٍ لآخر، وتبدأ برسم خطط كبيرة تتضمنهم.

كيف تصبح رحالاً رقميًا؟

أن تصبح رحالاً رقميًا ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن تحققه بسرعة، لكن باتباعك للخطوات والنقاط التالية، ستكون قد خطوت أول خطوة تجاه أن تكون جزءًا من عالم الرحل الرقميون:

أولًا: حدد مهاراتك المهنية

أول شيء عليك القيام به هو أن تجد ما يمكنك فعله، وما هي المهارات التي يمكن أن تستثمر بها عبر الإنترنت؟ وأن تبدأ بالعمل على تطويرها كي تصل لمرحلة احترافية. بشكلٍ عام، من المهم أن يمتلك الرحالة الرقمي مهارة تنظيم الوقت والتعامل مع الأجهزة التقنية بطبيعة الحال.

في حال كنت تنوي البدء بتعلم مهارات جديدة مطلوبة عبر الإنترنت، فربما أفضل أمر يمكنك فعله بالبداية هو التعرف على وظائف العمل عن بعد التي يمكنك العمل بها، والتعرف على وظائف العمل الحر الأكثر طلبًا، وغيرها مثل:

  • تطوير البرامج والتطبيقات ومواقع الويب: تُعدّ البرمجة أكثر وظائف العمل عن بعد شيوعًا بين الرحالة الرقميين، يحتاج فيها الشخص إلى مهارة التحليل وحل المشاكل بشكل منطقي وحسابي.
  • التصميم: يشمل التصميم العديد من الأوجه، أبرزها التصميم الجرافيكي والإنفوجرافيك، والموشين جرافيك. عادةً ما يمتلك المصممون حسًا فنيًا عاليًا، ونظرة جمالية إلى جانب مهاراتهم التقنية.
  • الترجمة وكتابة المحتوى: سلاح المترجم وكاتب المحتوى هو اللغة القوية وأسلوب السرد الإبداعي بامتياز، ثم المهارات اللازمة لمحتوى الويب وقواعده.
  • التسويق الإلكتروني: يزداد توجه الشركات إلى التسويق الإلكتروني لعلامتها التجارية يومًا بعد يوم، تبعًا لفعاليته واستقطابه لأكبر عدد ممكن من العملاء.

لا تنحصر قائمة وظائف العمل بعد في القائمة المذكورة أعلاه فقط! بل إن اللائحة تطول وتضم العيد من الوظائف الأخرى كالتعليم مثلاً. أغلب وظائف العصر الحالي أصبح بالإمكان أن تنتقل أونلاين.

ثانيًا: اختر مكانً مناسبًا للبدء

يمتلك المكان المناسب للعمل عن بعد عبر الإنترنت عدة معايير، كي تتمكن من إنجاز مهامك وفق بيئةٍ مناسبة. ستنطبق هذه الشروط على أي كان ستسافر إليه عندما تصبح رحالاً رقميًا، وهي أن تمتلك شبكة إنترنت موثوقة وقوية بالمكان بحيث لا تنقطع في أثناء ساعات العمل على الأقل، وأن تتوافر بيئة هادئة للعمل خصوصًا عند بدء الاجتماعات عبر الإنترنت.

ثالثًا: انتقل للعمل عبر الإنترنت

الآن وبعد أن أصبح بيدك مهارة تستطيع أن تعمل من خلالها عبر الإنترنت، ومكانًا مهيئًا للعمل. ابدأ بتصفح جميع مواقع العمل عن بعد كي تجد الوسيلة الأنسب التي ستضعك على أول درجة في سلم الرحل الرقميون.

توجد أمامك عدة خيارات لإيجاد وسيلة در أموال عبر الإنترنت، منها أن تعمل كمستقل يحصل على مشاريع بين الفينة والأخرى، أو أن تحصل على عقد ثابت في شركة تعمل معها عن بعد، أو حتى أن تبدأ بعلامتك التجارية عبر الإنترنت! إليك أبرز المواقع التي تقدمها شركة حسوب لتوفير فرص عمل عبر شبكة الإنترنت:

  • منصة مستقل: تُعدّ منصة مستقل أكبر منصة عمل حر عربية، توفر للأشخاص ذوي المهارات فرصة في التواصل مع أصحاب المشاريع لإنجاز أعمالهم باحترافية مقابل مبلغ مادي متفق عليه.
  • منصة بعيد: إن كنت ممن يفضلون أن يكون لهم دخلاً ثابتًا في نهاية كل شهر، وأن تعمل كرحالٍ رقمي في نفس الوقت، فبإمكانك تصفح منصة بعيد لإيجاد فرص عمل عن بعد مع شركة معينة.
  • سوق خمسات: أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، يمكن أن يكون وسيلتك في إنجاز خدمات مصغرة لا تستغرق الكثير من الوقت، مقابل عائد مادي محدد، بحيث تعرض خدماتك للبيع عبر منصة خمسات.

رابعًا: ابدأ بالادخار لأول وجهةٍ لك

هنا تبدأ المرحلة المثيرة في حياة الرحل الرقميون، وهي السفر. بعد أن حصلت على مبلغ كافٍ للتنقل، حدد وجهتك الأولى كرحال رقمي واحزم الأمتعة، ولا تنسى أن تراعي توافق الوجهة مع ساعات ومستلزمات عملك، كي تبقى في بر الأمان ولا تخسر العمل تمامًا مقابل المتعة.

نصائح مهمة للرحل الرقميون

كي تكون تجربتك في التنقل والعمل تجربة مثالية قدر المستطاع، إليك عدة نصائح ستساعدك على أن تكون رحالاً رقميًا بامتياز:

أولًا: امضِ وقتًا كافيًا في كل وجهة

مهما كان مثيرًا أن تشطب جميع الوجهات التي ترغب بزيارتها من على قائمتك، لا تقع في فخ الاندفاع من مكانٍ لآخر بسرعة. فالسفر ببطء أفضل وسيلة لأنها تحقق التوازن بين عملك وسفرك، بحيث تتعرف على الوجهات بكل تفاصيلها المذهلة، وتحافظ على استقرار أكبر في سير العمل بشكلٍ منتظم، بحيث تتمكن من خلق عادات روتينية تزيد الإنتاجية. لذلك احرص على قضاء أسابيع أو شهورًا في المكان الواحد.

ثانيًا: أعلم مديرك بالعمل بساعات عملك

يمكن أن يكون اختلاف التوقيت الزمني بين المنطقة التي تمكث فيها حاليًا وبين منطقة مدير عملك عائقًا، وقد يسبب عدم استدراكك للأمر بالعمل لساعاتٍ طويلة وغير منتظمة. لذا من المهم أن تحدد ساعات عملك المناسبة ويكون مديرك على علم بها، حتى تتجنب قدر الإمكان الحصول على مكالمات تخص العمل بتوقيت راحتك.

ثالثًا: انضم إلى مجموعات الرحل الرقميون عبر الإنترنت

بمجرد البحث عن مجموعات عبر تطبيقات التواصل الإجتماعي كالفيسبوك والواتساب، ستجد الكثير من المجموعات التي تخص الرحال الرقميون الذين يطرحون تجاربهم في الدول وتفضيلاتهم من الفنادق والمقاهي وأماكن العمل المشتركة، من الممكن جدًا أيضًا أن تجد رفيقًا تسافر معه!

رابعًا: احصل على تأمين عند السفر

نصيحة مهمة عند السفر بغض النظر عن هدفك من ذلك، لا تسافر بدون تأمين! حتى وإن كنت بصحةٍ جيدة وحريصًا على الحفاظ على أشيائك، من المهم أن تدرك أن أي شيء ممكن أن يحدث، وعليك أن تكون جاهزًا لذلك. فبفضل وجود تأمين صحي، يمكن أن تتلقى العلاج في حال الحاجة بأقل التكاليف الممكنة.

خامسًا: احزم أقل قدر ممكن من الأمتعة

كونك رحالاً رقميًا فهذا يعني تنقلك كثيرًا يومًا بعد يوم، وتحتاج بذلك أن تكون أمتعتك خفيفة قدر المستطاع، لأسبابٍ عدة أهمها توفير الوقت والجهد، والتنقل بصور أكثر سهولة وحرية، والتخلص أيضًا من التوتر إزاء فقدان بعض الأشياء من كثرتها. بشكل أساسي، كي تحقق أفضل وسيلة حزم أمتعة كرحال رقمي، اتبع القواعد الأربعة التالية:

  1. خذ فقط ما تحتاجه حقًا من الأمتعة، إن كنت مترددًا بشأن أخذ شيءٍ ما لن تتجاوز مرات استعمالك له عددًا قليلاً أو مدة قصيرة، فالأفضل أن تتركه وتقوم بشرائه خلال وجهتك.
  2. لا تحزم الكثير من الملابس، يكفي كمية لأسبوعٍ كامل مع أيام أخرى قليلة مهما زادت المدة، بحيث يمكنك غسل ملابسك في نهاية كل أسبوع مثلاً.
  3. اعتمد حقيبة الظهر للأغراض التي تستخدمها بشكلٍ مستمر خلال اليوم وخلال تنقلك.
  4. من الأفضل أن تشتري جهاز محمول خفيف الوزن.

ختامًا، إن كنت حقًا تريد أن تصبح رحالاً رقميًا، فلا تبقي هذا الأمر حلمًا واسعَ لتحقيقه. الخطوة الأولى هي البدء، وتذكر أنه مهما استغرق الأمر وقتًا، فدائمًا ما تكون الجهود الحثيثة مثمرة. ينتقل العديد من الأشخاص إلى مجتمع الرحل الرقميون والعمل عبر الإنترنت، إنه توجه العصر الحالي والمستقبل!

تم النشر في: نصائح للمستقلين منذ 10 ساعات

المصدر