الأمهات العاملات عن بعد: 10 نصائح للموازنة بين العمل والمنزل

الأمهات-العاملات-عن-بعد:-10-نصائح-للموازنة-بين-العمل-والمنزل

الأمهات العاملات عن بعد: 10 نصائح للموازنة بين العمل والمنزل

تُعد الأمومة وظيفة والتزام كامل لكل أم، إلى جانب مسؤولياتها الأخرى تجاه المنزل. لكن هذه الوظيفة قد لا تكون وظيفتها الوحيدة. فقد ارتفع معدل الأمهات العاملات مؤخرًا بشكلٍ كبير، خصوصًا مع إمكانية العمل عن بعد. ويصاحب العمل تحدي لكل أم في تحقيق الموازنة بين العمل والبيت، مما يؤدي إلى خلق توتر وضغط نفسي بسبب المحاولة المستمرة لعدم التقصير بأحدهما.

جدول المحتويات:

حقوق المرأة في العمل

مع أنّ حق العمل حقًا بديهي لكل مرأة، إلا أن القطاع الوظيفي قد لا يوفر أحيانًا المراعاة المطلوبة لكل أم عاملة. فتوجد بعض الأمهات العاملات اللواتي يعانين خلال عملهن ويعجزن عن التوفيق بينه وبين المنزل، بالرغم من وجود حقوق تضمنها القوانين تستطيع أن توفر لها بيئة تتناسب مع دورها كأم. لذلك قبل الحديث عن كيفية الموازنة بين العمل والمنزل، من المهم أن تكوني على دراية بكافة حقوقك للمطالبة بها خلال العمل دون الشعور بالحرج أبدًا، التي تتمثل في التالي ذِكره:

أولًا: إجازة الأمومة

رُزقتِ بمولود جديد ولكن قلقة من عدم إمكانيتك على مواظبة العمل في مهنتك لحاجتك لرعايته والاهتمام بصحتك؟ لا داعي لذلك، فإن كافة سياسات العمل سواء في القطاع الخاص أو الحكومي تنص على منح كل أم جديدة إجازة الوضع والرضاعة، تتفاوت مدة هذه الإجازة حسب القطاع والدولة، ولكنها تصل لـ 4 أسابيع كحد أدنى. وهو إلى ذلك من المهم معرفة أن هذه الإجازة لا تنفي حقك من الرجوع إلى العمل بذات المنصب الذي توليته قبل الولادة.

ثانيًا: طلب ساعات عمل مرنة

مهنة الأمومة لا تُحدَد بوقت وساعات معينة خلال اليوم، وتحتاج منكِ تركيز كامل طوال الوقت. لذا لا ضرر من أن توضحي لمدير العمل حاجتك إلى ساعات مرنة في الدوام حتى تتمكني من رعاية طفلك في ساعات الصباح. المرونة في ساعات العمل تساعدك على موازنة أكبر بين الأدوار المهنية والأدوار الأسرية، ربما من الأفضل أيضًا التفكير في طلب دوام جزئي بدلًا من كامل، أو أن يتم مشاركة مهامك مع موظف آخر عندما تقتضي الضرورة.

ثالثًا: أخذ إجازة من العمل

لا يوجد عدد معين لإجازات الطوارئ التي يمكنك أخذها، ففي حال مرض طفلك فجأة، يمكنك على الفور طلب إجازة طارئة تمكّنك من زيارة الطبيب وإعطاء طفلك الوقت اللازم للعناية والرعاية التامة. أما في حال وجود حالة صحية في المنزل تقتضي منك الغياب عن العمل كل مدّة، فمن الممكن مناقشة بعض الترتيبات مع مديرك حتى لا يتم الإخلال بخطة العمل بشكلٍ متكرر.

نصائح إلى الأمهات العاملات للموازنة بين العمل والمنزل

مع تعدد التحديات التي تواجهها الأمهات العاملات في حياتهن، إلا أن إمكانية أن تكوني أمًا رائعة وعاملة مجتهدة واردة جدًا، فالموازنة هي المفتاح الأهم، ويكون ذلك بتطبيق عدة أمور تسهم في التوفيق بين العمل والمنزل. يمكنكِ مراجعة دليل العمل من المنزل للآباء قبل الإسهاب في النصائح التي سنستعرضها هنا خصيصًا لكِ كأم عاملة للحصول على توازن متكامل في حياتك على المستوى العائلي والمهني.

1. التخلص من الشعور بالذنب

أول خطوة تجاه حياة متوازنة هو التخلص من الإحساس بالذنب تجاه مهنتك المحترمة، تذكري دائمًا الدوافع المهمة التي جعلتك تقررين العمل من البداية بدلًا من ترك الأفكار السلبية تتسلل إليكِ من حينٍ لآخر. وكوني حريصة دومًا على إحاطة نفسك بالناس الذين يقدرون مجهودك وعملك من الأصدقاء وأفراد العائلة، عوضًا عمن يعزز المشاعر والأفكار السلبية في رأسك.

2. الاهتمام بالتواصل المستمر مع الآخرين

تعد وسيلة التواصل مهمة جدًا للتخلص من الكبت النفسي والضغط. لا تقللي من تواصلك المستمر مع أقرانك من الأمهات العاملات، فمشاركة هموم الأم العاملة مع من يتفق معها ويشعر بما تشعرين به؛ يخفف من وطأة الشعور وحدته، كما يساعدك على التعرف على أساليب متنوعة للتعامل مع ما تمرين به.

3. الحرص على توفير الوقت

لتسخير أغلب وقتك لعائلتك عند الانتهاء من العمل، يمكنكِ التقليل من الوقت الذي ينقضي بالواجبات المنزلية من تنظيف وطبخ وما إلى ذلك، وذلك بتطبيق الأمور الموفرة للوقت، كطلب قائمة التسوق عبر الإنترنت وتوصيلها إلى المنزل مثلًا، أو أن تباشري بتجهيز وجبة الغداء وطَي الملابس وغيرها من المهام المنزلية في الليلة السابقة، لتتمكني من الاستمتاع بيومك نهارًا دون عَجَلَة، أو حتى بالاستغناء عن مهمة الطبخ من مدّة لأخرى بطلب الطعام من الخارج أيضًا.

4. استغلال كل ثانية مع طفلك

حتى وإن كنتِ تعملين عن بعد من المنزل، إلا أنكِ تقضين ساعات طويلة على مكتب العمل بتركيز تام يُبعدك عن الجو العام حولك. لذا عليكِ الحرص على كل وقت يُتاح لكِ مع أطفالك، حتى وإن كان لا يتجاوز العشر دقائق التي تقضينها معهم في السيارة لتوصيلهم إلى المدارس، أو الوقت الذي تتناولون فيه الغداء معًا.

ساعات اللعب التي تقضينها مع طفلك قد تكون مملة بالنسبة لك خصوصًا إذا كانت بعد يوم عملٍ مرهِق، لكنها ثمينة جدًا بالنسبة للطفل. حيث تعزز قيمة التواصل بينكما، فالطفل يهمه تفاعلك معه عندما تكونين بجانبه أكثر من مجرد وجودك الفيزيائي، مما يعزز من قوة العَلاقة بينكما ويساهم في التربية السليمة للطفل.

5. منح نفسك بعض الوقت

لدى الأمهات عادة سيئة تتمثل في وضع احتياجاهن الخاص في المرتبة الأخيرة من أجل رعاية الجميع أولًا. لكن إذا كنتِ لا تعتني بنفسك، فكيف تتوقعين أن تعتني بأي شخص آخر جيدًا؟ الانشغال بين الأمور المنزلية والمهنية يمكن أن يُنسيكِ وقت الراحة الذي يساعد في الاسترخاء وشحن الطاقة لأسبوع مُمتلِئ بالمهام اليومية، لذا لا تفرطي بهذا الوقت الثمين، واحرصي على قضائه كل أسبوع مثلًا.

6. التواجد الكلي في الحاضر

يمكنك الحصول على كل شيء، ولكن تذكري أنه لا يمكنك الحصول على كل شيء في نفس الوقت! اسمحي لنفسكِ بالتواجد كليًا في الوقت الحالي دون تشتيت نفسك بأكثر من مهمة، فالتركيز بالحاضر وترتيب الأولويات يساعدكِ على إنجاز الأمور بشكل أسرع وأكثر كفاءة. وعندما تجعلين الوقت بعد ساعات الدوام مخصصًا لعائلتك فقط، فستشعرين بأنكِ توفين كل شيءٍ حقه.

7. تخصيص بعض الوقت لزوجك

غالبًا ما يكون الزوج الداعم والمشجع الأول لزوجته العاملة، لذا داومي على صحبته وقضاء الوقت معًا كلما سنحت لكما الفرصة. فالحرص على زواج سعيد يخلق استقرارًا عاطفيًا ويساهم كثيرًا في التوفيق بين الحياة الزوجية والعمل دون أن يخل إحداهما بالآخر، فضلاً على شعور الطُمَأنينة والسعادة مهما تراكمت الواجبات. ربما يمكنكما الاستمتاع معًا في موعدٍ شهري بعيدًا عن كل الفوضى اليومية التي تشغلكما عن بعضكما البعض.

8. تسجيل مهامك اليومية

يضج عقل الأم العاملة بالعديد من الواجبات والمسؤوليات التي تتوزع على المنزل والعمل والأطفال واحتياجاتهم، مما يسبب التشتت عن بعض الأمور ونسيان بعضها أو تذكرها في وقتٍ متأخر لتقوم بها في آخر لحظة. يمكن أن يساعدكِ تسجيل المهام أولًا بأول في تتبعها وإنجازها بالوقت المناسب.

توجد الكثير من التطبيقات لتسجيل المهام وجدولتها، أبرزها أداة أنا التابعة لشركة حسوب، أنا هي أداة واحدة تجمع جميع ما تحتاجين له لإدارة مشاريعك وفريق عملك عن بعد، بواجهة سهلة الاستخدام قابلة للتخصيص لتناسب أسلوبك بالعمل.

9. التحدث مع مدير عملك عند الحاجة

من المهم أن تكون بيئة العمل بيئة داعمة لكونكِ أم، لذا لا تترددي في التحدث مع مديرك عندما يقتضي الأمر. حين يزداد عليك عبء المهام المهنية مثلاً، أو حينما تشعرين بالإزعاج من بعض الموظفين وعدم احترامهم لأهمية وقتك وأولوياتك، أو حتى عندما ترغبين بمناقشة خُطَّة العمل التي وُضعت لكِ لتصبح مرنة أكثر وتجاري واجباتك المنزلية. وتذكري أن العمل الذي يقدر جهودك ومسؤولياتك، يساعدك في التوفيق بينه وبين منزلك.

10. عدم السعي للكمال

عندما تعمل الأم عن بعد من المنزل، تحرص خلاله على أن يكون كل شيء منظم تمامًا، كأن يبقى المنزل نظيفًا على الدوام، وأن تطهو وجبة صحية يوميًا، ويجب عليها إثبات جدارتها في العمل ذات الوقت! تذكري أن لا أحد يتوقع منكِ بالقدر الذي تتوقعينه من نفسك، لذا قللي من توقعاتكِ قليلًا، لأن ذلك يخلق التوتر والضغط النفسي غير الضروريين أبدًا.

الأم المثالية هي الأم التي تحرص على أن توجد مع أبنائها عند الحاجة قدر الإمكان، وليست أمًا خارقة أو متاحة على الدوام! وكذلك الموظفة المثالية، تذكري أن المثالية لا تعني الكمال أبدًا، فرفقًا على نفسك.

واجب الأسرة تجاه الأم العاملة

بعد تناول عدة نصائح للأم العاملة، لا يجب تجاهل دور أفراد الأسرة المهم في موازنة عمل المرأة مع مسؤوليتها كأم وزوجة، فعملها ليس وسيلة رَفَاهيَة تقوم بها يوميًا، بل وسيلة لتحقيق ذاتها ومتطلبات أسرتها. لذا على الأسرة بدورها أن تدعم الأم في مسيرتها المهنية، بأن تخفف من عبء الأعمال المنزلية عليها وتساهم فيها، وتُشعرها بقيمة عملها ومساهمته الحثيثة في تحسين حياتهم على مختلف النواحي.

يمكن أن يكون الزوج أكبر داعم لزوجته العاملة، بدايةً من تعويد أبنائهم على احترام عمل أمهم ومراعاتها، إلى المساهمة في جمع الأسرة من مدّة لأخرى في جو خالي من مسؤوليات العمل لتوطيد العَلاقة الأسرية. مع تشجيعهم على إنجاز بعض مهام المنزل، وبذلك يعتادون القيام بأغلب أمورهم الخاصة دون الحاجة إلى الاستعانة بالأم أو انتظارها لتنجز هذه الأمور عوضًا عنهم، ودون أن يشعروا بأن هذا الأمر يُعد عبئًا إضافيًا سببه عمل الأم.

ختامًا، لا يمكن إنكار التحديات التي تواجهها الأم العاملة، خصوصًا أنها المسؤولة الأولى عن المهام المنزلية وتربية الأبناء. لكن الازدهار الوظيفي للمرأة ممكنًا ولا يتعارض مع واجباتها كأم، ويكون ذلك بتطبيق النصائح السابقة بدلًا من الشعور بالتوتر والخوف من التقصير، الذي يقودها إلى الاحتراق الوظيفي وعدم القدرة على أداء المهام على الصعيدين المهني والمنزلي.

تم النشر في: العاملين عن بعد، منذ 6 أشهر

المصدر