ما هي أبرز مهارات التعليم عن بعد؟

ما-هي-أبرز-مهارات-التعليم-عن-بعد؟

ما هي أبرز مهارات التعليم عن بعد؟

بدأ التعليم عن بعد من خلال الإنترنت يحتل مكانة لا تتزحزح بين سبل تحصيل المعلومة، حتى صار ينافس التعليم التقليدي في الشعبية، وقد يصبح هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة للأجيال المقبلة كي يُحصّلوا المهارات اللازمة للعمل والعيش. سيرشدك هذا المقال لفهم طريقة التعليم عن بعد بعمق، والمهارات اللازمة التي ينبغي تبنيها لتحصيل العلم أو نشره عن بعد، والتأقلم مع خصائص هذا النظام.

جدول المحتويات:

ما هو التعليم عن بعد؟

التعليم عن بعد هو النسخة الحديثة من نظام التعليم بالمراسلة. كان الطلبة الذين يدرسون بنظام المراسلة يحصلون على الكتب والمراجع من وزارة التعليم، ويُطلب منهم دراستها بأنفسهم والانتهاء منها قبل الموعد المتفق عليه. يتواصل الطلبة مع الهيئة التي تقدم الدروس عبر البريد، ثم يذهبون إلى مقر إجراء الاختبارات بأنفسهم. كان نظام التعليم هذا مخصصًا فقط لطلبة التعليم الثانوي والجامعي نظرًا لصعوبة التعلم الذاتي عند الصغار وإجبارية التعليم في المستويات الابتدائية والإعدادية.

أخذ نظام التعليم عن بعد عبر الإنترنت النظام القديم نفسه وغيّر من معالمه، ثم حسّنه في نسخة جديدة وفعالة، إذ لم يعد يقتصر على الجامعيين والثانويين؛ بل مناسبًا لكل الفئات العمرية والمستويات العلمية. يتواصل المتعلمون مع الهيئة التي تقدم الدروس عبر الإنترنت ويتلقون محتويات عدّة غير الكتب الورقية: فيديوهات، كتب إلكترونية، تطبيقات ويب وغيرها من طرق التعليم الحديثة.

التعليم عن بعد ببساطة هو الدراسة والتعلم عبر الإنترنت، واستخدام كل الوسائل التي توفرها منصات الإنترنت المجانية أو المدفوعة لتحصيل العلم والمهارات اللازمة للعمل.

مهارات التعليم عن بعد

التعليم عن بعد مبني أساسًا على الاستقلالية في طريقة استقبال وطرح المعلومة، بحيث يتمتع المعلمون بالحرية التامة في طريقة صنع محتوياتهم، ويتمتع الطلبة بحرية اختيار مسارهم التعليمي وتشكيله بما يتوافق معهم.

وعلى كل الأطراف المشاركة في هذا النظام من معلمين وصناع محتوى وطلبة أن يغيروا نظرتهم عن البيئة التعليمية، وهذا يستلزم تطوير مهارات جديدة تخول الاندماج في نظام التعليم عن بعد والتخلص من البرمجة الذهنية السابقة التي ورثناها عن نظام التعليم التقليدي.

مهارات المعلمين الأساسية في نظام التعليم عن بعد

تمثلت مهارات المعلمين الأساسية في نظام التعليم التقليدي في إيجاد طريقة لشرح محتويات مكتوبة ومرتبة مسبقًا، إذ المعلم في المدرسة أو الجامعة مقيد ببرنامج خاص تحدده وزارة التعليم أو هيئات أخرى، وهذا يختلف تمامًا عن طريقة التعليم عن بعد.

الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد يكمن في أن المعلم صار هو صانع المحتوى والمسوق له ومدير أعماله في الوقت نفسه، كما أن الطلبة أنفسهم صاروا يؤثرون على سمعة المعلم من خلال شفافية التقييم على منصات التعليم عن بعد.

هذا يعني أن نجاح المعلم أو المحاضر مرهون بمدى قدرته على إيصال المحتوى المفيد لأكبر عدد من المتعلمين ونيل تقديرهم، وليس فقط مجرد الإلمام بمجال تخصصه. أهداف التعليم عن بعد تتمثل جوهريًا في تحسين الجودة، وهذا لا يحصل إلا بتعلم وتطوير المهارات اللازمة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

أولًا: اختيار المحتوى المناسب

لا يمكن طرح محتوى نظام التعليم التقليدي من الكتب الكلاسيكية والمناهج القديمة مباشرةً في منصات التعليم عن بعد، لأنها طويلة ومملة ولم يطرأ عليها تحسينات لتتوافق مع عصر السرعة. يبحث الطلبة اليوم عما هو مختصر ومفيد دون الدخول في التفاصيل والتفرعات التي من شأنها أن تجعلهم يقررون العزوف عن التعلم. يجب في أثناء اختيار وصنع المحتوى المناسب أخذ المعايير التالية في الحسبان:

1. محتوى محصور ومحدود

ينبغي توجيه المادة التعليمية إلى الفئة المستهدفة وحصر المحتوى جيدًا، فإذا كان الدرس المقدم عن البرمجة مثلًا، فلا حاجة لتدريس الرياضيات والمكتسبات القبلية طويلًا كما هو الحال في نظام التعليم التقليدي.

يمكن الإشارة في بداية الدرس إلى دورات تدريبية أخرى، لكن الطلبة الذين التحقوا بدرس البرمجة هذا يريدون التركيز على ما يحتاجون فقط، وعلى المعلم أن يجد مخرجًا بنفسه لإلقاء المحتوى بطريقة مناسبة دون تعقيد الأمور.

2. محتوى عملي

ليس للطلبة الذين التحقوا بالدورة التدريبية عبر الإنترنت وقت لتطبيق النظريات خارج الدرس وحل التمارين العديدة. يبحث طلبة اليوم على البساطة واستهلاك طاقة أقل لفهم المواد التى هم بصدد تعلمها. التعليم الإلكتروني يسهل هذا الأمر اليوم، فهناك تطبيقات ويب في معظم المنصات تساعد الطلبة على التعامل مع التمارين على أنها استبيانات ترفيهية لا تأخذ من وقتهم الكثير. هذا من أهم فوائد التعليم عن بعد وأهدافه، فهو يخفف الجهد على الطلبة ويتيح لهم أن يكونوا متفاعلين في أثناء الدرس فقط.

3. محتوى هادف وعصري

يريد المتعلمون اليوم التمكّن من المهارات اللازمة لكسب المال في الغالب وليس بغرض التعلم لحد ذاته. كل العلوم مفيدة، ولكن تقديم محتوى ليس له صلة واضحة بالعصر الذي نعيش فيه لن يحصل على متابعين كثر، وهذا في جميع المجالات دون استثناء. تدريس الفيزياء الكلاسيكية مثلًا، مجال جيد لمن هو مهتم به، ولكن عصرنة هذا المحتوى أو اختيار محتوى شبيه له ومتوافق مع هذا العصر سيكون له حتمًا مهتمون كثر.

4. محتوى حصري

مجرد سرد كتاب أو منهج معروف لن يقود إلى التصدر بين المعلمين المبدعين. شاع القول إن المحتوى هو الملك في عالم الإنترنت عمومًا، وليس في مجال التعليم عن بعد فقط. لذا ينبغي التفكير جيدًا قبل إضاعة الوقت في صنع محتوى غير جيد أو لا يلقى رواجًا.

ثانيًا: اختيار المنصة التعليمية

يمكن تجريب منصات التعليم عن بعد كلها لمعرفة أيها أفضل، لكن هذا ليس عمليًا لاسيما وأن عدد المنصات في تزايد مستمر وتتنافس في جلب صناع محتوى لرفع رقم الأعمال لديها. اختيار المنصة مهارة سهلة إلى حد ما، لكن تطبيق بعض المعايير يجنب إضاعة الوقت في الحل والترحال بين مختلف المنصات بحثًا عن أكثرها مناسبةً. إليك بعض الأسئلة التي تساعدك على اختيار المنصة المناسبة:

هل المحتوى الذي أنت بصدد تقديمه أكاديمي أو تكوين عملي؟

هناك بعض المنصات متخصصة في تقديم محتوى أكاديمي مثل جامعات التعليم عن بعد، وهذا لا يناسب من يريد تقديم دورات تدريبية عملية ومختصرة، والعكس صحيح. طرح هذا السؤال سيلغي نصف عدد المنصات التي تريد الاختيار بينها.

هل المحتوى سيقدم على شكل دورات تدريبية مسجلة أو تدريس مباشر بالفيديو؟

قد تشترط بعض المنصات على المعلمين الذين يتم توظيفهم أن يعملوا في أوقات محددة والظهور في مؤتمر على المباشر، وهذا لإعطاء جو جامعة أو مؤسسة تعليمية للطلبة حتى يتحفزوا على الدراسة. منصات أخرى تشترط تحضير دروس فيديو ورفعها مباشرةً على الموقع الإلكتروني للمنصة بشروط معينة.

كيف يتم التواصل مع الطلبة وجدولة العمل معهم؟

تختلف المنصات باختلاف أنواع التعليم عن بعد، فمنها ما يشترط التواصل المباشر مع الطلبة ومنها ما يصنع استبيانات خاصة أو يستخدم الذكاء الاصطناعي للإجابة على أسئلة الطلاب وتعويض حضور المعلم الدائم. انخراط المعلم في أحد هذه المنصات يتطلب فهم المسؤولية التي عليه التحلي بها في أثناء عمله في المنصة.

ما مدى شهرة المنصة وسمعتها؟ كم عدد المشتركين فيها؟

يقرر بعض المعلمين العمل على منصات كبيرة ومشهورة لرفع احتمالية الحصول على طلبة مهتمين بالمادة العلمية التي يقدمونها، لكن هذا يعني تنافسًا كبيرًا مع صناع محتوى آخرين. يتوقع معلمون آخرون أن الاستثمار في المنصات الناشئة سيضمن التصدر فيها عندما تنجح هذه المنصات وتحصل على زوار جدد.

ومن أشهر المنصات التي تمكنك من بيع دوراتك التعليمية بسهولة مع ضمان حقوقك كاملة، منصة خمسات أكبر منصة عربية لبيع وشراء الخدمات المصغرة في الوطن العربي، فمن خلالها يمكنك تعليم مهارات عديدة لفئات متنوعة. على سبيل المثال: تعليم اللغة الإنجليزية، وتعليم البرمجة، وتعليم استخدام برامج كالإكسل ونحوه.

كيف يكسب المعلم المال من المنصة؟

يجب على المعلمين اختيار المنصة بناء على الراتب المتوقع منها وكيفية استلامه. بعض المنصات تدفع على عدد المشاهدات التي تحصلها الفيديوهات، في حين تشتري منصات أخرى حقوق الملكية من صناع المحتوى وتُهيئها للمشتركين.

هناك أيضًا أسئلة كثيرة ينبغي طرحها مثل:

  • ما هي أدوات التعليم عن بعد الذي توفرها المنصة؟
  • هل تدعم المنصة اللغة العربية؟
  • ما هي شروط الاشتراك في المنصة؟
  • ماهي حقوق وواجبات المعلم؟

طرح هذه الأسئلة وغيرها هو بمنزلة دراسة جدوى مشروع التعليم عن بعد، وهذا يجنب المعلم اختيار المنصة التي قد لا تتوافق معه وتكون سببًا في فشله على المستوى البعيد.

ثالثًا: مهارة الإلقاء

لا تقل أهمية مهارة الإلقاء عن جودة المحتوى نفسه، فقد يكون المحتوى منظمًا منسقًا، لكن أسلوب المحاضر يبعث على الملل أو يعقد الأمور. هذه المهارة تحتاج إلى صبر وعزيمة والعمل عليها باستمرار، فهي إحدى أهم مبادئ التعليم عن بعد وركائزه. يظن البعض أن فن الخطابة والإلقاء ارتجالي ويعتمد على الموهبة فقط، لكن هذا غير صحيح. هناك أسرار تجعل الناس تنجذب إلى شخص معين دون الآخر، وهي كثيرة لا تحص ومنها:

  • الشغف بالمحتوى المقدم: فلا يمكن الإبداع في مجال غير شيق للمحاضر نفسه.
  • تدريب نبرة الصوت ومخارج الحروف: فالإنسان كائن ذو أذن موسيقية فائقة ويستطيع بسرعة أن يحكم على مهارة المعلم وثقته بنفسه من خلال إيقاع كلماته.
  • ربط الأفكار وتسلسلها: فالمحتويات التي تبدو قصصية لها فرصة أكبر في نيل الإعجاب.
  • البساطة في الطرح: فلا أحد يريد وجع الرأس في فهم ما هو مبهم.
  • عدم الإطناب: لأن الفيديوهات القصيرة توحي بأنها بسيطة ولو كانت معقدة.
  • استخدام لغة الجسد: وذلك في حال الظهور بفيديو.
  • بشاشة الوجه: وأيضًا استخدام الدعابة فيما يليق دون إقحام.
  • جذب الانتباه: بتقديم نصائح أو التحذير من خطأ ما، ثم العودة للمحتوى مجددًا.

النظريات المتعلقة بهذا المجال كثيرة، لذا ينبغي العمل على هذه النقاط باجتهاد لتحقيق النجاح.

رابعًا: مهارات التسويق

التسويق أحد أهم مهارات التعليم عن بعد الذي لا مفر من تعلمها، لأن التنافس كبير بين المعلمين للظفر بطلاب علم ومتابعين كثر. الدورات التدريبية كثيرة في الإنترنت، وبعضها متشابه إلى حد ما في المحتوى، وإذا لم يحسن المعلم فن التسويق الناجح فستبقى إنجازاته موضوعة على رفوف المنصة ولا يسمع بها أحد.

لحسن الحظ، هناك الكثير من المختصين الذين قطعوا شوطًا كبيرًا في تعلم التسويق ويمكن الاستفادة من خبراتهم مباشرةً لربح الوقت بأقل التكاليف. كل ما عليك هو صنع محتوى جيد ثم التقدم إلى جناح خدمات التسويق في موقع خمسات وسيتكفل المحترفون بجلب المشتركين والترويج للدورة التدريبية التي تنوي بها التصدر في منصات التعليم عن بعد.

مهارات المتعلمين الأساسية فى نظام التعليم عن بعد

لا تقع مسؤولية التعلم كلها على صاحب المادة التعليمية، فلا بد على طلاب العلم كذلك بذل بعض الجهد وتطوير مهارات كسب المعلومة والتواصل البناء مع المعلم. الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد من ناحية مهارات المتعلم يكمن في أن طالب العلم صار هو المسؤول على اختيار مساره التعليمي، تنظيم محتوياته وإدارة الوقت بنفسه، بدلًا من أن تقوم له المؤسسة التعليمية بذلك.

هذا يعني أن طلاب العلم مسؤولون عن بناء مستقبلهم المهني بأنفسهم، وهذا ليس بالأمر السهل، إلا أن يتعلموا تطوير المهارات الأساسية للتحصيل الفعال في نظام التعليم عن بعد:

أولًا: فهم نمط الشخصية MBTI

أثبتت العديد من الدراسات في طرق التعليم الحديثة أن نمط الشخصية له تأثير على أسلوب التعلم والقدرة على تحصيل المعلومة. الشخصيات المنفتحة Extrovert تميل مثلًا إلى الدراسة على شكل مجموعات، وهذا يعني أن منصات التعليم عن بعد التي توفر خاصية مؤتمرات الفيديو Video Conferencing مناسبة أكثر لهم، فهي تشبه إلى حد كبير قاعة المحاضرة بأعداد كبيرة من الطلاب المتفاعلين.

على العكس من ذلك، تميل الشخصيات الانطوائية Introvert إلى التعلم بمحتويات فيديو مسجلة حتى لا تحتك كثيرًا مع المحتوى الحي ومع أشخاص كثر.

  • اعرف هل أنت انطوائي أو منفتح حتى تختار بين مختلف أنواع التعليم عن بعد.
  • اعرف هل أنت حدسي أو حسي حتى تحدد نوع المجالات التي تبرع فيها أكثر. الحدسيون يبرعون أكثر في الرياضيات، البرمجة، حل المشكلات وغيرها من المجالات التحليلية المجردة، بينما يبرع الحسييون في فهم العلوم الواقعية الملموسة والحرف اليدوية.
  • اعرف هل تميل إلى العقلانية أو العاطفية أكثر في أخذ قراراتك حتى تحدد مسارك المهني مبكرًا.
  • اعرف هل أنت صارم الشخصية أم مرن حتى تختار كيف تدير الوقت وتلتزم بالمواعيد والأهداف.

فهم شخصيتك بعمق مهم جدًا، فهو يساعدك على رسم الخطة التعليمية على بصيرة ونيل فوائد التعليم عن بعد. التعلم الذاتي متعب إذا كان غير متوافق مع الشخصية، وهذا الذي حصل في نظام التعليم التقليدي، إذ جمعت المدارس أعدادًا هائلة من الطلاب المختلفين في التوجهات ومعالم الشخصية وأُجبروا على أخذ نفس المحتويات بنفس الطريقة، ما أدى إلى فشل هذا النظام في خلق البيئة التعليمية المثالية لكل طالب.

اختبارات الشخصية متوفرة بكثرة على الإنترنت وهي من أول الأمور التي يجب فهمها قبل أخذ قرار الاستقلالية في التعلم. يساعدك المستشارون المتخصصون في مجال علم النفس في تحديد نمط الشخصية MBTI الخاص بك وإرشادك إلى مصادر أخرى موثوقة لتتعمق أكثر في فهم اهتماماتك وطريقة تلقيك للمعلومة.

ثانيًا: اختيار المجال المناسب

بعد فهم الشخصية جيدًا، ينبغي اختيار المجال المناسب الذي يتوافق معها. لا يشترط في الحقيقة أن يكون مجالًا واحدًا لأن التعليم عن بعد مرن ويسمح بالتنويع، ولكن يستحسن التركيز على المجال الذي يرى أنه الأهم لنيل تحصيل علمي موجه ومكثف.

هناك العديد من المجالات والتخصصات، وإذا لم تحسن الاختيار من البداية فستصاب بالارتباك والحيرة في منتصف الطريق، وقد تقرر التوقف عن التعلم وتتهم نفسك بالفشل. إليك بعض الخطوات التي تساعدك على تحديد المجال المناسب لك:

  • اكتب أهدافك على ورقة بكل عفوية ودون تفكير كبير: اكتب أهدافك المهنية وأنت تتصور نفسك في المستقبل، ثم رتب هذه الأهداف من الأهم إلى الأقل أهمية بالنسبة لك.
  • اكتب كل المهارات التي تجيدها على ورقة: الكتابة، التأثير على الناس، القدرة على التحليل وغيرها من المهارات. تذكر ما يقوله الناس عنك فهذا يساعدك في معرفة نفسك أكثر، ثم رتبها كذلك من الأقوى إلى الأقل تمكنًا.
  • اختر خمس مجالات علمية كبيرة: كعلم النفس، اللغات، علوم الحاسوب وغيرها. ثم رتب هذه المجالات من حيث توافقها مع مهاراتك وأهدافك الشخصية.
  • تفحص التخصصات والتفرعات: داخل المجال العلمي الكبير الذي احتل المرتبة الأولى عندك، ابدأ في تفحص التخصصات والتفرعات التي فيه. فلو أنك اخترت اللغات مثلًا، فاختر خمس لغات ترغب في دراستها أكثر، ثم كرر عملية الترتيب السابقة بناءً على مهارتك وأهدافك الشخصية، وبهذا تكون قد حددت التخصص الأكثر توافقًا معك.
  • ابدأ التعليم عن بعد: ولا تغير هدفك أبدًا، ما دمت أخذت الوقت الكافي للاختيار مسبقًا.

ثالثًا: مهارات إدارة الوقت

إدارة الوقت مهمة جدًا في نظام التعليم عن بعد، فكون المتعلم مستقلًا بذاته يعني أن عليه أن يضع لنفسه برنامجًا خاصًا به دون أن يضر بالتزاماته وتقدمه العلمي. قلة التحفيز عند أغلب المتعلمين جعلت بعض منصات التعليم عن بعد تقلل من المرونة وتتبنى أنظمة خاصة لتذكير طلاب العلم بضرورة جدولة دراستهم. ونميز نوعين من الأنظمة، وهي تمثل كذلك أنواع التعليم عن بعد:

1. التعليم المتزامن

التعليم عن بعد المتزامن synchronous يعني أن الطلبة عليهم أن يحضروا الدروس في أوقات محددة وأن ينخرطوا في الدورة التي يشرحها المحاضر للجميع، وهو نوعان:

  • محاضرات على المباشر Video Conferencing.
  • محاضرات مسجلة لكنها لا تعرض إلا في أوقات محددة دوريًا، وتعرض لحظيًا على الجميع وتفويتها غير مستدرك.

التعليم المتزامن غير مرن، وغرضه تقييد حرية المتعلمين وتحفيزهم على الالتزام وعدم تفويت الفرص أو التماطل.

2. التعليم غير المتزامن

التعليم عن بعد غير المتزامن لا يقيد الطلبة بالحضور في الوقت نفسه، لكنه يضع مواعيد محددة لإنهاء الدورات التدريبية. يستطيع الطلبة البقاء على تواصل مع بعضهم البعض ومع المحاضر للاستفسار عما هو مبهم. ينبغي لطلاب العلم التقيد بالبرامج المقترحة من المنصة لتسريع التعلم، رغم أن حرية اختيار المسار التعليمي ممكنة دائمًا.

رابعًا: مهارات المذاكرة

محتويات نظام التعليم عن بعد مختصرة، لكنها غزيرة بالمعلومات التي يمكن أن تضيع بسهولة. عدم بناء نظام المذاكرة واسترجاع المكتسبات يُضيع المزيد من الوقت على الطلاب ويعرقل من إتمام المحتويات التعليمية. يتيح التعليم الإلكتروني الوصول السريع إلى الملخصات والأمثلة لمراجعتها، لكن وضع برنامج للمذاكرة يقع على عاتق المتعلم.

هناك برنامج أثبت فاعليته في المذاكرة والحفاظ على المعلومات في الذهن، ويدعى نظام التكرار المتباعد Spaced Repetition System، ولتطبيقه اتبع الخطوات التالية بعد كل درس:

  • حدد الأفكار التي تعلمتها من الدرس.
  • صنفها إلى سهل، متوسط وصعب.
  • أجِل مراجعة الأمور السهلة إلى نهاية الشهر أو مجال تختاره أنت.
  • أجِل مراجعة الأمور المتوسطة إلى أسبوع أو مجال زمني تختاره.
  • راجع وذاكر الأفكار الصعبة يوميًا بإعطائها الأولوية.
  • عندما تضبط المفاهيم الصعبة فإنها تصير إما متوسطة أو سهلة، ويمكن حينئذ تأجيل مراجعتها على حسب نفس المواعيد التي اخترتها.
  • أضف مفاهيم صعبة إلى النظام ولا تنس مراجعة الأمور السهلة والمتوسطة حين قدوم موعد مذاكرتها.

بهذه الطريقة البسيطة تضمن بقاء ذاكرتك نشطة ولا يضيع جهدك سدى. بعض طرق التعليم الحديثة وخاصةً في مجال اللغات تبنت هذا النظام تلقائيًا بحيث تُطلب المذاكرة دومًا قبل بداية درس جديد. هناك العديد من طرق المذاكرة المتنوعة والفعالة، ولكن الأهم هو تبنيها والاستمرار عليها لضمان جودة التعليم عن بعد.

ضرورة تطوير مهارات التعليم عن بعد

ركز نظام التعليم التقليدي على الكمية، فقد كان الهدف الأسمى منذ سنوات عدّة هو محو الأمية، وزيادة عدد المثقفين وتوفير اليد العاملة لفك العجز عن القطاعات الصناعية بشكل أخص، لقد تحقق هدف هذا النظام، فقد كثر عدد المتخرجين من الجامعة، وحان دور نظام التعليم عن بعد ليركز على الجودة و يصنع الفرق.

العالم اليوم بحاجة إلى مستقلين متخصصين بعمق في مجالاتهم، وهذا يعني أن كمية التنافس على إعطاء جودة أعلى ستزيد تدريجيًا بين المتعلمين للمحافظة على البقاء في العالم الرقمي المتسارع. التسابق على تحصيل المهارات بين المتعلمين يقتضي كذلك التنافس بين المعلمين لصنع أفضل المحتويات وأكثرها فائدة.

هذا المقال لخص لك أهم مهارات التعليم عن بعد للمعلمين والطلاب معًا، لكن التفوق والبقاء في المقدمة يحتاج إلى تعلم المزيد من المهارات الدقيقة وتطويرها بشكلٍ مستمر. احرص على حضور الدورات التدريبية المتخصصة في العديد من المجالات لتطوير الذات وتحسين قدرات التعلم والتعليم باحترافية، حتى تضمن الجودة وتحقق نجاحًا أكبر.

كتابة: هشام حفاظ

تم النشر في: تطوير المهارات، نصائح للمستقلين منذ ساعتين

المصدر