دليلك إلى أفضل استراتيجيات التدريب عن بعد

دليلك-إلى-أفضل-استراتيجيات-التدريب-عن-بعد

دليلك إلى أفضل استراتيجيات التدريب عن بعد

أصبح التدريب عن بعد خيارًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه للكثير ممن يبحثون عن تطوير مهاراتهم في مجال معين. يدعو هذا الأمر المدربين إلى اتباع عدة استراتيجيات تجعل الدورات التدريبية أكثر فاعلية وتحقيقًا للنتائج المرجوة. فما هي أحدث استراتيجيات التدريب عن بعد؟ وكيف تختار الاستراتيجية الأنسب للمتدربين الذين تستقطبهم؟

جدول المحتويات:

مفهوم التدريب عن بعد

نعرف التدريب بصفة عامة بأنه مختلف العمليات الهادفة إلى نقل مجموعة من المهارات والخبرات والمعارف إلى فئة معينة، كالطلاب أو الموظفين أو العمال. ونتيجة اقتحام التكنولوجيا حياتنا اليومية لدرجة أنها أصبحت عنصرًا أساسيًا فيها، فقد برز مفهوم التعليم والتدريب عن بعد والذي لا يعدو كونه نسخة حديثة من عمليات التدريب المعهودة. إلا أن الاختلاف الأساسي هنا هو عدم وجود تقابل مباشر بين المدرب والمتدرب، إذ أن التواصل بينهما يعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة.

لا يرتبط التدريب عن بعد بزمان أو مكان محدد على عكس التدريب الحضوري الذي يتشابه معه في المضمون. إلا أن هذا لا ينتقص من قيمته فهو يحقق نفس نتائج الحضوري، ويوفر مبدأ المرونة للمتدربين والمدرب معًا.

متطلبات التدريب عن بعد

إن نجاح استراتيجيات التدريب عن بعد تستلزم توفر مجموعة من الشروط والمتطلبات؛ التي نلخصها في:

1. معرفة في استخدام الوسائط الإلكترونية

من البديهي أن تكون الخبرة في استخدام الوسائط الإلكترونية وأدوات وبرامج التدريب عن بعد أمرًا ضروريًا للبدء في التدريب عن بعد. بجانب معرفة التعامل مع برامج الاجتماعات الافتراضية، مثل زوم وجوجل كلاسروم Google Classroom ومايكروسوفت تيمز Microsoft Teams.

2. إعداد الحقيبة الإلكترونية

تعتني الحقيبة الإلكتروني في إنتاج محتوى تدريبي مميز وصالح من أجل استخدامه في عملية التدريب عن بعد، مع توضيح أهدافه ونتائجه. يشمل المحتوى التدريبي العروض التقديمية ومقاطع الفيديو وغيرها. المهم أن يكون المحتوى جاذبًا وواضحًا للجميع، فهو الذي يحفزهم على الانخراط بشكل إيجابي في عملية التدريب.

3. القدرة على التواصل الفعال

يُعدّ إتقان أساليب التواصل مع الحرص على توفير شروطه الأساسية؛ مثل الفضاء المناسب، وجودة الصوت والصورة، أمرًا أساسيًا لتحقيق استراتيجيات وأهداف التدريب عن بعد. هذا إلى جانب الحرص على تزويد المتدرب بمختلف المعطيات التي يحتاجها من أجل التواصل مع المدرب، كرقم الهاتف والبريد الإلكتروني؛ بقصد تذليل العقبات التي قد تعترض عملية التدريب عن بعد.

4. وجود اتصال غير منقطع للإنترنت

تصبح عملية التدريب عن بعد غير مسترسلة عند انقطاع الإنترنت بين الفينة والأخرى، وهو ما قد يؤثر على تحقيق الأهداف المرجوة. لذا ينبغي توافر اتصال مستقر للإنترنت عندك.

استراتيجيات التدريب عن بعد

تتعدد الاستراتيجيات المعتمَدة في التدريب عن بعد، إذ يمكن اختيار المناسب منها حسب مجال التدريب وكذلك الإمكانيات المتوفرة. تستطيع أيضًا الجمع بين أكثر من استراتيجية حَسَبَ الهدف منها. نستعرض بعضها فيما يلي:

التواصل المباشر

يُعدّ التواصل المباشر أبرز استراتيجيات التدريب عن بعد الحديثة، إذ يُجرى التدريب عبر برامج الاجتماعات الافتراضية بالصوت والصورة، إضافةً إلى إمكانية تقاسم بعض المواد مع المتدربين. يسمح هذا النوع من التواصل بحصول ما يشبه التدريب الميداني المباشر، فالمدرب يجد نفسه في تواصل فوري مع فرد أو مجموعة من المتدربين، مما يتيح لهم التفاعل بشكلٍ مباشر مع موضوع التدريب. إضافةً إلى إمكانية طرح الإشكاليات العالقة قصد مناقشتها بشكل جماعي.

مقاطع الفيديو

يسمح تسجيل مقطع فيديو تدريبي بنقل أفكارك ومهارتك إلى المهتمين بها بكل أريحية، إنه الوسيلة التي تمكّنك من الجمع بين الظهور وتقديم العروض التدريبية مع إمكانية تعزيزها بملفات أخرى. يمكن إرسال هذه المقاطع عبر البريد الإلكتروني أو عرضها للعامة على مواقع التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب، وكذلك بيعها على المواقع المختصة. المميز في هذه الاستراتيجية أن المتدرب قادر على الاستفادة منها في الوقت الذي يراه مناسبًا، إما بعد نهاية العمل أو خلال العطل وأوقات الفراغ.

الكتب الإلكترونية

ربما يعتقد الكثيرون أن الكتاب الإلكتروني لا يخرج عن كونه مجرد بديل عصري عن الكتب التقليدية، إذ أنه لا يصلح سوى لأن يكون وسيلة للكتابة في مختلف المجالات الأدبية والعلمية. غير أنه يمكن أن يُستغل بشكل جيد في إجراء التدريب عن بعد، فلا مشكلة في تحويل المعارف والمهارات التي ستكون موضوع التدريب إلى محتويات كتاب رقمي مميز يمكن استخدامه على مختلف الوسائط الإلكترونية.

منتديات الإنترنت

يمكن استغلال المنتديات كفضاء مفتوح من أجل المناقشة وتبادل وجهات النظر بعد نهاية الاجتماعات الافتراضية، إنه الوجهة التي يقصدها من يرغب في طرح الأسئلة وإبداء الآراء حول موضوع التدريب. تتيح المنتديات خلق النقاشات مع المدربين كما تمنح المتدربين مجالًا يمكنهم من خلاله مشاركة الأفكار المكتسبة أثناء التدريب والطرق التي طبقوا بها تلك الأفكار في مجال تخصصهم.

موقع إلكتروني

رغم أن بناء موقع إلكتروني متكامل ليس بالمهمة السهلة، إلا أنه من بين أفضل الاستراتيجيات الممكن الاعتماد عليها في التدريب عن بعد. يسمح الموقع بخلق دورات ومساقات تدريبية مرتكزة على موارد متنوعة، مثل مقاطع الفيديو والكتب الإلكترونية والمقالات. كما يمكن من خلاله استخراج شهادات المصادقة على التدريب بمجرد إنهاء الدورة التدريبية وإجراء اختبارات قياس مستوى التمكن من برنامج التدريب.

البودكاست

وهو أحد استراتيجيات التدريب عن بعد الحديثة، إذ أصبح التدوين الصوتي من بين أفضل طرق التعليم والترفيه. يمكن للأشخاص الاستماع إلى حلقات البرنامج التدريبي على مختلف المنصات؛ مثل جوجل بودكاست وساوند كلاود. يشكل التدريب اعتمادًا على البودكاست إحدى أفضل الخيارات بالنسبة إلى أولئك الذين لا يجدون فرصة للتعلم من خلال القراءة، إذ يمكن الاستماع إلى الحلقات في أي وقت يرغبون فيه مع إمكانية تكرارها حسب الحاجة.

معايير اختيار استراتيجيات التدريب عن بعد

على الرغم من تعدد خيارات استراتيجيات التدريب عن بعد، إلا أن اختيار الاستراتيجية المناسبة رهين بمجموعة من العناصر التي يجب التفكير فيها والانتباه إليها:

1. الإمكانيات التكنولوجية

حين نتحدث عن التدريب عن بعد فإننا نربطه حتمًا بتوظيف التقنيات الحديثة، فما نحصل عليه من إمكانيات هو ما يحدد نوع الاستراتيجية التدريبية. حين نختار إجراء الدورة التدريبية عن طريق البودكاست مثلاً، فيجب أن تتوفر كل مستلزمات التدوين الصوتي حتى يكون المحتوى التدريبي بالجودة المطلوبة؛ كوجود ميكروفون مناسب وعازل للصوت.

2. التكلفة

إنشاء موقع إلكتروني متكامل لا يشبه تصوير مقطع فيديو تدريبي، فالتكلفة المادية جِدّ متباينة بينهما. من هذا المنطلق لا يمكن أن نختار استراتيجية تدريب عن بعد دون التفكير في تكلفتها المالية، إذ يجب الحرص على تحقيق التوازن بين التكاليف وما يمكن تحقيقه من أرباح.

3. الأهداف التدريبية

تختلف هذه الأهداف باختلاف مضمون الدورة التدريبية. فإذا كان التدريب يهدف إلى تطوير مهارات تستلزم المتابعة الدورية وطرح النقاشات، فيمكن أن يكون التواصل المباشر هو الاستراتيجية الأنسب؛ أما إن كان التدريب لا يستدعي وجود بث حي ولكن استعراض بعض الرسومات وشرحها ضروريًا، فسيكون خيار مقاطع الفيديو أفضل من البودكاست مثلًا.

4. إمكانيات المتدرب

هل تعتقد أن اعتماد أحد برامج الاجتماعات الافتراضية المباشرة سيكون مناسب لمتدرب لا يتقن التعامل مع هذا النوع من البرامج، أو لا يتوافر لديه اتصال مستقر للإنترنت؟ بالطبع لا، فالنتائج حينها لن تكون كما ترغب. بناءً على هذا فإن اختيار استراتيجية التدريب عن بعد يجب أن يأخذ بالحسبان الإمكانيات والمؤهلات التي تتوافر لدى المتدرب، فهو المستهدف بالدورة التدريبية ولا يمكن النجاح فيها دون التفكير فيه.

تطوير استراتيجيات التدريب عن بعد

يمثل التدريب عبر الإنترنت تحديًا حقيقيًا، إذ أن الافتقار إلى المساءلة وجهًا لوجه يجعل من السهل على المتدرب الاستسلام دون أن يلاحظ أحد. من أجل ذلك نقدم لك مجموعة من التوجيهات التي تساعدك على تطوير استراتيجيات التدريب عن بعد الخاصة بك:

إعداد المتدرب لتجربة التدريب عن بعد

سواء تعلق الأمر بالموظفين أو أفراد يزاولون أعمالًا حرة، قد يجد المتدربون صعوبة في التكيف مع تجربة التدريب عن بعد. لتجاوز هذا الإشكال وجب على المدربين منح المتدربين مقدمة حول مفهوم التدريب عن بعد، وأن يدركوا أنه لا يقل أهمية عن التعلم أو التدريب داخل الفصول. سيكون من الجيد في هذه المرحلة إمدادهم بنصائح حول إدارة الوقت وتحديد الأهداف، من المفيد أيضًا أن توضح لهم كيفية العثور على المواد والواجبات والتقييمات، وكيفية التواصل معك أو مع باقي المشاركين في الدورة التدريبية.

تقديم محتوى تدريبي واضح ومنظم

يُعدّ هذا الجزء عنصرًا أساسيًا في نجاح الدورة التدريبية عن بعد وتجنب أي شكل من أشكال الارتباك، إذ ينبغي الحرص على تنظيم مواد الدورة التدريبية وتمييزها بطريقة متسقة ومتسلسلة لتقليل ارتباك المتدرب. تساعد قوائم التحقق الخاصة بكل درس أو وحدة تدريبية على معرفة المدى الذي وصل إليه المتدربين وإلى أي مدى لا يزال يتعين عليهم قطع الطريق.

الحفاظ على استمرارية التواصل

من عوائق التدريب عن بعد ذلك الشعور الذي يتولد عند المتدرب بالقطيعة بينه وبين المدرب. يشعر المتدرب بالارتباط أكثر مع من يتواصل معه بشكل مستمر ومنتظم، مما يشعرهم بالارتياح أكثر. لذا حتى وإن اتبعت استراتيجية لا تتطلب التواصل المباشر، لا تجعلها حاجزًا أمام ربط جسور التواصل مع المتدرب، خذ في الحسبان دائمًا أن المتدرب في حاجة إلى المزيد من التوضيحات، وأن لديه استفسارات ينتظر الحصول على أجوبة حولها.

التنويع في طرق التدريب

من المهم التنويع في استراتيجيات التدريب عن بعد وعدم الارتكاز بشكلٍ كلي على استراتيجية معينة. فإذا كان التدريب المتزامن من خلال المكالمات الهاتفية أو دروس الفيديو يتيح طرح الأسئلة وبناء العلاقات بين المدرب والمتدرب، فإن الأنشطة غير المتزامنة مثل المحاضرات المسجلة تتيح للمتدربين إكمال المهام حسب وقتهم ووثيرتهم.

بناء مجتمع التدريب

عندما تتضمن الدورة التدريبية عبر الإنترنت مكونًا مجتمعيًا عبر الإنترنت، تصبح قابلية التدريب أكبر بفضل مساحة التفاعل المتاحة. يرفع هذا الخيار من حجم المشاركة والانخراط النشيط في دورة التدريب، إذ يعزز مفهوم الانتماء إلى الجماعة والعمل التشاركي من أجل بلوغ نفس الأهداف. بحيث يمكن للمتدربين التواصل مع زملائهم ومناقشة الدورات الدراسية ومساعدة بعضهم البعض بفضل تقاسم الأفكار.

تضمين التطبيقات العملية

ساعد المتدربين على تجاوز الجانب النظري من دورة التدريب والانتقال إلى الشق التطبيقي. يمكن أن يتم ذلك عبر تحفيزهم لتوظيف مضامين التدريب في الحياة المهنية وحتى الشخصية، وإعطائهم واجبات عملية بعد انتهاء كل قسم؛ إذ أن هذا التوجه هو الذي يعطي للتدريب معنى.

تقديم الملاحظات بانتظام

لا ينبغي أن يكون التدريب عن بعد جافًا من الملاحظات التي يمكن أن تقدَم في اتصال مباشر أو عبر رسائل نصية في الجوال أو البريد الإلكتروني. ولا ينبغي أيضًا الاقتصار على الملاحظات التوجيهية، بل يجب أن يشمل ذلك عبارات المدح والتقدير. تساعد التعليقات الإيجابية والملاحظات على تعزيز الشعور بالتقدم في عملية التدريب. من شأن هذا أن يساهم في نجاح الدورة التدريبية، فالمتدرب مثله مثل الطالب يرغب في سماع عبارات التنويه بمجهوده وتقدمه.

ختامًا، إن استراتيجيات التدريب عن بعد آخذة في التطور والزيادة يومًا بعد يوم. لذا راقب التوجهات المستحدثة وطبيعة جمهورك المستهدف بعناية، لتوظف أفضل الاستراتيجيات الممكنة وتطلق دورات تدريبية ناجحة.

تم النشر في: تدريب عن بعد منذ 8 ساعات

المصدر