كل ما تحتاج إلى معرفته عن برمجة تطبيقات الجوال

كل-ما-تحتاج-إلى-معرفته-عن-برمجة-تطبيقات-الجوال

كل ما تحتاج إلى معرفته عن برمجة تطبيقات الجوال

على مدار السنوات الماضية، ازدهرت برمجة تطبيقات الجوال وأصبحت أحد أهم مجالات البرمجة حاليًا، فقد تضاعفت صناعة التطبيقات للأنشطة التجارية تبعًا لازدياد عدد مستخدمي الأجهزة الذكية واعتمادهم عليها في أنشطة حياتهم اليومية. فما المقصود ببرمجة تطبيق هاتفي لأعمالك؟ وما هي الخطوات المتممة لذلك؟

جدول المحتويات:

ما هي برمجة تطبيقات الجوال؟

برمجة تطبيقات الجوال هي عملية إنشاء وتطوير برامج مصمَمة للتشغيل على الأجهزة المحمولة التي تعمل على نظام الأندرويد أو الآيفون، وتطوير كفاءة هذه البرامج بشكلٍ مستمر لتحقيق الهدف الذي صُنعت من أجله، باستخدام إحدى لغات البرمجة. ولا يعني هذا التعريف مجرد كتابة الأكواد البرمجية فحسب، بل يشمل ذلك اختبار وإطلاق تطبيق ناجح يعمل على أجهزة الجوال المختلفة.

أهمية تطوير تطبيقات الجوال للشركات

يُعدّ وجود تطبيق خاص بالعلامة التجارية نقلة نوعية في نمو أعمالها، فلم تعدّ برمجة تطبيقات الجوال مخصصة للأنشطة البسيطة مثل معرفة الطقس والتقويم، بل أصبحت اليوم وسيلة فعالة وعامل مهم في أتمتة الخدمات ونجاح المؤسسات. لما تقدمه من الفوائد التالية:

تقوية سمعة العلامة التجارية

تقديم تطبيق هاتفي مخصص لعملائك يعني اهتمامك بهم وبجودة خدماتك، فمع الوتيرة المتزايدة للتقدم التكنولوجي، تنمو توقعات المستهلك أيضًا لخدمات الشركات، وتلبية هذه التوقعات عبر إصدار تطبيق هاتفي بتجربة مستخدم رائعة يزيد من احترافيتك، ويقوي سمعة العلامة التجارية في السوق.

معرفة سلوك المستخدمين

تُعدّ هذه الميزة من أهم فوائد التطبيقات، فمن خلالها نستطيع التعرف على شخصية العميل أكثر، ودراسة ميوله وتوجهاته، ويأتي ذلك من خلال دراسة وتحليل البيانات التي يجمعها التطبيق، ومراقبة اختيارات المستخدم، للعمل على تطوير جودة الخدمات مستقبلًا بما يتناسب مع طبيعة المستخدم وتفضيلاته.

وسيلة اتصال سريعة مع العملاء

يوفر تطبيق الجوال وسيلة اتصال سريعة ومباشرة مع العملاء، بحيث يمكن بسهولة إبلاغهم بالمستجدات والعروض الترويجية والمنتجات أو الخدمات الجديدة، عن طريق إظهارها في إشعارات التطبيق مثلاً. كما تساعد العملاء والجمهور في التواصل السريع مع الدعم الفني وخدمة العملاء، لطرح الأسئلة أو طلب خدمة ما.

زيادة التفاعل والأرباح

زيادة تفاعل العملاء مع علامتك التجارية يزيد من قيمة الحفاظ على العميل وعائد الاستثمار. فمن خلال التطبيق يمكنك استهداف جمهورك بفعالية وإرسال رسائل مخصصة وتوصيات دقيقة تتناسب مع متطلبات العميل، مما يشجعه على اتخاذ إجراء سواء بالتواصل أو الشراء أو حتى المشاركة. كما أن وجود الخصومات وبرامج الولاء وسيلة فعالة في استقطاب اهتمامهم.

أنواع تطبيقات الجوال

تنقسم أنظمة الهاتف إلى آيفون وأندرويد، وتبعًا لذلك، يختلف النوع الذي تنشئه عند برمجة تطبيقات الجوال استنادًا على المنصة التي تستهدفها. وهي ثلاثة أنواع رئيسية:

التطبيقات الأصلية Native Apps

وهي تطبيقات مخصصة لكل نظام تشغيل على حِدة، فلا تعمل نسخة أندرويد على نظام iOS، والعكس صحيح. وفي هذا النوع من التطبيقات تُبرمج كل نسخة من التطبيق بلغة برمجة مختلفة، فمثلًا تُستخدم لغة جافا أو كوتلن لبرمجة النسخة المخصصة لنظام التشغيل أندرويد، ولغة سويفت Swift لبرمجة نسخة نظام التشغيل iOS. ولا يلاحظ المستخدم الفرق بينهما، كون النسختان تشتركان في التصميم والإجراءات وقواعد البيانات.

يُعدّ هذا النوع من أفضل أنواع التطبيقات من حيث السرعة وأمن المعلومات والتحكم، تبعًا لتخصيص الأكواد البرمجية للنظام الذي ستعمل عليه حصرًا. ولكن تكاليف برمجة تطبيق لكل منصة مرتفعة نسبيًا، لوجود مجهود منفرد لكل نظام على حدة.

التطبيقات الهجينة Hybrid Apps

يُقصد بالتطبيق الهجين التطبيق المُبرمَج لإنتاج نسخة تعمل على النظامين معًا، عبر عدة أُطر وتقنيات مطورة حديثًا يستطيع المبرمج توظيفها، مع وجود ميزة التخصيص لكل منصة على حِدة بما يتناسب مع متطلباتها وميزاتها. على سبيل المثال، يختلف شكل الشريط العلوي لواجهات المستخدم المخصصة للآيفون عن شكله في أجهزة الأندرويد.

لا تحتاج التطبيقات الهجينة إلى تكلفة مالية مرتفعة مقارنةً بالتطبيقات الأصلية، كما أنها تحافظ على تجربة مستخدم متناسقة بغض النظر عن نوع النظام المستخدم. ولكن التطبيق الهجين قد يؤثر على الأداء الخاص به، تبعًا لوجود الكثير من المكتبات والأدوات المضمنة ليعمل على النظامين.

تطبيقات الويب Web Apps

وهي التطبيقات التي تُنشأ باستخدام تقنيات برمجة المواقع الإلكترونية ذاتها، أي يتم تهيئة الموقع الإلكتروني ليُستخدم على الهواتف المحمولة بما يتناسب مع أحجام الشاشات المختلفة. ويكون متاحًا للآيفون والأندرويد معًا فهو يعمل عبر برامج تصفح الإنترنت مثل كروم Chrome وسفاري Safari.

تتميز تطبيقات الويب بأن مطوريها ليسوا بحاجة إلى الحصول على موافقة متجر التطبيقات لإصدار التطبيق، لذلك يمكن إصداره في أي وقت، وأنها تُستخدم عبر الهاتف أو الحاسوب معًا. لكن تجربة التصفح عبر الويب من الهاتف تُعد أقل كفاءة من التصفح عبر تطبيق مثبت على الهاتف، وعدم وجود تطبيقك على متجر التطبيقات قد يقلل من فرص العثور عليه مباشرة.

لغات برمجة تطبيقات الجوال

تتعدد لغات البرمجة عند إنشاء تطبيق جوال، وتعتمد على النظام الذي تستهدفه غالبًا، مع عدة تقنيات تتميز بها يمكن للمبرمج الاستفادة منها. أبرز لغات برمجة التطبيقات ما يلي:

جافا Java

تُعدّ لغة جافا من أقدم لغات البرمجة، وأكثرها استخدامًا في برمجة تطبيقات الجوال لنظام الأندرويد حصرًا، وعلى الرغم من تطور لغات البرمجة الأخرى وظهور لغات أحدث، إلا أنها ما زالت الخيار المفضل للعديد من المطورين والمبرمجين، كونها مستقرة وسهلة التعلم وتتمتع بوفرة المصادر والمكتبات الداعمة لها، وملاءمتها الجيدة مع نظام أندرويد.

كوتلن Kotlin

كوتلن هي لغة برمجة حديثة طُورت بواسطة شركة JetBrains في عام 2011، وقد أصبحت لغة البرمجة الأحدث لتطوير تطبيقات أندرويد، وقد زاد شيوعها خصوصًا بعدما أعلنت جوجل أنها ستكون اللغة الرسمية لتطوير تطبيقات أندرويد. ولكن كونها حديثة نوعًا ما بالنسبة للجافا، يجعلها ذلك محدودة الموارد بين المطورين على الويب.

سويفت Swift

طُورت لغة سويفت في عام 2014 من قبل شركة Apple، لتُستخدم في برمجة تطبيقات الجوال الخاصة بأنظمة IOS إلى جانب بعض الأنظمة الأخرى مثل tvOS المخصص لشاشات التلفاز، وwachOS للساعات الذكية. تتميز اللغة بأنها مرنة وتتبنى نمط برمجة آمن للتطبيقات. ولكن قد لا تكون خصائصها مستقرة تبعًا لاستمرارية التطوير عليها.

أوبجيكتيف سي Objective C

تُعدّ لغة أوبجيكتيف سي أول لغة لتطوير تطبيقات iOS، وتتميز بسهولتها وتشابهها الكبير مع أسلوب حديث الإنسان مما يجعل تعلمها سريعًا نوعًا ما، ولكن كتابتها تستغرق وقتًا أطول من اللغات الأخرى، بجانب أن قِدمها أوقف التطوير عليها منذ زمن، ومع تطور نظام iOS أصبحت غير مناسبة له عند البحث عن مستوى أداء عالٍ وآمن للتطبيقات.

جافا سكريبت Javascript

تتشابه مع جافا إلى حد ما في الاسم وبعض الخصائص، وتُعد من أفضل لغات البرمجة تعددًا في الاستخدام، حيث تستخدم في تطوير الألعاب وصفحات الويب وبرمجة تطبيقات الجوال، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في التطبيقات الهجينة. ولكن عادةً ما تُستخدم جافا سكريبت مع عدة أُطر وتقنيات مخصصة مثل React Native، لعدم استيفائها لمعايير برمجة تطبيق متكامل.

دارت Dart

طورت لغة دارت إطار مخصص Framework لبرمجة التطبيقات الهجينة يدعى بفلاتر Flutter، وهو مجموعة من البرمجيات والمكونات الجاهزة التي تساعد في بناء تطبيق لكلا النظامين. على الرغم من حداثة فلاتر، إذ أنتجته شركة جوجل عام 2017، إلا أنه حقق نتائج مذهلة جعلت العديد من المؤسسات تعتمد عليه في تطبيقاتها، وهو مجال مستمر في التطوير.

خطوات تطوير تطبيق جوال احترافي

عند إنشاء تطبيق جوال، توجد عدة خطوات يجب اتباعها بعناية لإطلاق تطبيق عالي الجودة والأداء ينجح في تقديم الخدمات بكفاءة:

1. وضع الاستراتيجية والمفاهيم الأساسية

تتمثل أول خطوة في تطوير تطبيق هاتفي بتحديد الاستراتيجية الخاصة به، ونعني بذلك العوامل المؤثرة في اختيار خصائص التطبيق وميزاته، والمنصة التي سيعمل عليها، لتكون المراحل التالية أكثر وضوحًا وتسير في المسار الصحيح. خلال هذه المرحلة، أوجد أجوبة دقيقة للأسئلة التالية:

  • ما هي أهداف التطبيق؟ وما المشكلة التي سيعالجها؟
  • من هو الجمهور المستهدف؟
  • من هم المنافسون وكيف يمكن التغلب عليهم؟
  • ما هو النظام الذي سيعمل تطبيقي عليه؟

2. التحليل والتخطيط

في هذه الخطوة، تبدأ فكرة التطبيق بالتبلور والوضوح أكثر، ففيها تتعمق أكثر في التفاصيل التي سينبني عليها التطبيق، مثل اسم التطبيق، وخصائصه، والمدة الزمنية اللازمة لبرمجته، ومهارات الفريق المطلوبة لبرمجة التطبيق.

يبدأ التحليل بدراسة أنماط المستخدمين أولاً، وتحديد متطلباتهم بعناية، عبر إجراء بحوث مفصلة تخص الجمهور المستهدف والسوق المنافس. ومن ثم البدء بتحديد مزايا التطبيق، أي المتطلبات الوظيفية اللازمة لتشغيله وخدمة العملاء، على سبيل المثال، سيتطلب تطبيق تواصل اجتماعي لميزة إنشاء حساب والدردشة، وغيرهم. بعدها اختر اسمًا لتطبيقك إن لم تختر بعد، بما يتناسب مع اسم علامتك التجارية والخدمات المقدمة عبر التطبيق.

يأتي بعد ذلك التخطيط ورسم خريطة لمراحل التطوير كافة، مع رسم جدول زمني يتم تقديره لكل مرحلة بعناية، بحسب حجم الجهود الموظفة والنتائج المطلوبة، وبالتعاون مع فريق العمل.

3. تصميم تطبيق الجوال UI/UX

تتميز هذه المرحلة بأنها تحدد الهيئة التي سيخرج به تطبيقك للعملاء، أي توظف الخصائص المحددة خلال التحليل في شاشات التطبيق، بتحديد المظهر والسيناريو المتمم لكل خدمة. وتنقسم إلى جزئين رئيسيين:

تصميم تجربة المستخدم User Experience

يهتم تصميم تجربة المستخدم بقابلية الاستخدام للتطبيق، يحدد فيها المصمم رحلة المستخدم أولاً، وآلية تفاعل العناصر داخل الواجهات وترتيبها، ومدى ترابط كل واجهة مع الأخرى. يفكر المصمم بهذه المرحلة من وجهة نظر المستخدم، ويحاول تحقيق أفضل تجربة وطريقة لتطبيق الخدمات.

تصميم واجهة المستخدم User Interface

وهي الواجهات الأمامية التي يراها المستخدم عند الدخول للتطبيق، بما تشمل من نصوص وصور وأزرار يتفاعل معها المستخدم، وحقول نصية ليُدخل عبرها المعلومات اللازمة. ويهتم هذا الجزء بالجانب الجمالي والجاذبية الخاصة بالتطبيق، بجانب توظيف الهيكلية المحددة خلال تجربة المستخدم.

4. برمجة تطبيق الجوال

بعد إعداد تصميمات واجهة المستخدم وتحديد هيكلية التطبيق، تأتي المرحلة الجوهرية في تطوير تطبيق، وهي البرمجة. إذ يُنشأ التطبيق ليبدأ بالعمل والاستجابة لتفاعل المستخدم، عبر كتابة الأكواد البرمجية باللغة المحددة. وتنقسم مرحلة البرمجة لثلاثة محطات رئيسية:

برمجة الواجهات الأمامية

وفيها تتحول ملفات التصميم لواجهات المستخدم لصفحات فعلية تظهر في شاشة التطبيق، مع مراعاة عوامل تجربة المستخدم وربط الواجهات مع بعضها البعض، وبرمجة آلية التنقل عبر التطبيق.

واجهة برمجة التطبيقات API

يُقصد بالـ API التقنية التي يُربط عبرها التطبيق مع قاعدة البيانات الخاصة بالمؤسسة على الخادم وشبكة الإنترنت، غالبًا ما تكون قاعدة البيانات مشتركة بين التطبيق والموقع الخاص بالعلامة التجارية إن وُجد.

برمجة الواجهات الخلفية

وهي المرحلة التي توظَف بها لغة البرمجة المحددة لبرمجة خصائص ومزايا التطبيق، أي الجانب الوظيفي الذي يُظهر حيوية التطبيق وآلية عمله، وتستطيع بعدها البدء بإجراء العمليات والخدمات على التطبيق بفاعلية.

5. الاختبار والنشر

لا تكفي إنهاء مرحلة البرمجة لإطلاق التطبيق، بل يجب التأكد أولاً من جودته وكفاءة عمله، لضمان توفير تجربة مثالية وسليمة للمستخدم، فظهور عدة أخطاء خلال فترة الاستخدام يُضعف من احترافيتك. وتحتوي مرحلة الاختبار على عدة أنواع يجب تطبيق كل واحد منها على حدة وبعناية فائقة:

اختبار تجربة المستخدم UX

وخلال هذه المرحلة تجرّب التطبيق وتبدأ بتقييمه من وجهة نظر عملائك، إذ تبدأ بتشغيله والمرور بالمراحل كافة من تسجيل الدخول للتطبيق مثلًا أو إنشاء حساب، إلى إتمام الإجراءات الأخرى. لتراجع سير العمل وسهولة الاستخدام للتطبيق، وتتأكد من تطابق الواجهات مع ما أنشأه فريق التصميم.

الاختبار الوظيفي Functional Testing

تُعدّ دقة وظائف وإجراءات التطبيق أمرًا بالغ الأهمية، فيجب أن يتوقع التطبيق سلوك المستخدمين والسيناريوهات المختلفة التي قد يتبعونها، وأن يؤخذ كل منها بالحسبان. على سبيل المثال، عند إنشاء حساب على التطبيق، قد يُدخل المستخدم البيانات صحيحة، أو قد يكون بعضها خاطئ كالبريد الإلكتروني مثلاً، أو أن يضغط على زر التسجيل مع وجود بعض الحقول الفارغة. لذا يجب تطبيق اختبار يتأكد من استجابة التطبيق للاحتمالات كافة وكشف الأخطاء.

اختبار الأداء Performance Testing

يعتمد اختبار الأداء على عدة معايير، أولها سرعة تحميل الشاشات والسرعة في التنقل والإجراءات، والتوقيت الذي يستغرقه في الاستجابة لطلبات المستخدم وتفاعلاته. بجانب أهمية تحديد حجم التطبيق والتأكد من مناسبته وأنه لا يستنزف الكثير من حجم الهاتف أو بطاريته، مما يبطئ من أداء التطبيق والهاتف بشكلٍ عام.

اختبار الأمان

يُمثل الأمان مصدر قلق كبير عند برمجة تطبيقات الجوال، فيمكن أن تؤدي أي ثغرة أمنية محتملة إلى اختراق التطبيق، وهناك مؤسسات تتعاقد مع جهات خارجية لاختبار مدى كفاءة وقوة نظام الأمان.

يمكن لفرق ضمان الجودة والتطوير اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة لجعل التطبيق آمنًا، مثل تتبع جلسات تسجيل الدخول على الجهاز والواجهة الخلفية، للتأكد من سلامة وخلو التطبيق من أي ثغرة تُخل بخصوصية البيانات والحفاظ على سريتها وعدم نشرها.

6. نشر التطبيق

بعد التأكد من جميع معايير الجودة اللازم توافرها في تطبيقك، حان الوقت لنشره ليبدأ العملاء بتثبيته من المتجر واستخدامه. تتطلب عملية النشر جهد مخصص لكل منصة، يبدأ باستخراج ملف خاص لكل نظام تشغيل، ومن ثم إنشاء حساب على المنصة المستهدفة، إما حساب على متجر تطبيقات الأندرويد Google Play، أو متجر الآيفون App Store، أو كليهما.

بعد ذلك، يجب إعداد البيانات اللازمة لتحميل التطبيق على متجر التطبيقات، وهي الاسم والوصف ولقطات الشاشة، وملف التنزيل بطبيعة الحال. ستنتظر مدة قبل تأكيد المتجر على تحميل تطبيقك. يستغرق الأمر ساعات غالبًا لنظام الأندرويد، بينما يأخذ أيامًا قليلة في الآيفون.

7. الصيانة والدعم المستمر

هناك اعتقاد شائع عند الكثير أن الاختبار والنشر هما الخطوة الأخيرة في برمجة تطبيقات الجوال، ولكن في الحقيقة أنها ليست نهاية المراحل، فمرحلة الصيانة والدعم المستمر لا تقل أهمية عن أي من الخطوات السابقة.

بعد نشر التطبيق، ستبدأ بتلقي تعليقات وتغذية راجعة من المستخدمين لمشاكل قد يواجهونها في فترة الاستخدام، ويجب الاستجابة السريعة لهذه الملاحظات والبدء بصيانة أي عطل برمجي قائم وتحديث التطبيق.

تتطلب الخطوات السابقة خبرة ومهارة تمتلكها بالتعلم المستمر وبوضع جهدٍ حثيث. توفر أكاديمية حسوب عدة دورات متخصصة وتعليمية بالتطبيق العملي في مجال برمجة تطبيقات الجوال، تبدأ معك من الصفر وتأخذك خطوة بخطوة حتى الاحتراف؛ لتصبح مطوّر تطبيقات متمكّن وقادر على تحويل الأفكار إلى تطبيق متكامل.

الوقت المستغرق لصناعة تطبيقات الجوال

يعتمد مقدار الوقت المستغرق في برمجة تطبيقات الجوال على مدى تعقيدها، فكلما كان التطبيق أكثر تعقيدًا، ازداد وقت برمجته وإطلاقه. لكن وبشكلٍ عام، يستغرق تطوير الإصدار الأول من تطبيقك مدة تتراوح بين ثلاثة إلى تسعة أشهر، والوقت المستغرق لكل خطوة تقديريًا هو:

  • إنشاء مخطط التطبيق (أسبوع إلى أسبوعين).
  • التحليل والتخطيط (4 – 5 أسابيع).
  • تصميم التطبيق (6 – 12 أسبوعًا).
  • التطوير والبرمجة (6 – 12 أسبوعًا).
  • الاختبار والنشر (أسبوع إلى أسبوعين).

يجب أن يكون مبرمج تطبيقات الجوال ذا خبرة وقادرًا على إعطاءك تقديرًا دقيقًا لعمر المشروع، واحذر من الشركات التي تبالغ في الوعود. فإذا أخبرك أحد المطورين أنه بإمكانه إنشاء تطبيق شديد التعقيد في غضون شهر، فمن المرجح أنه لن يكون بالجودة المطلوبة.

نصائح لإطلاق تطبيق ناجح

المنافسة في سوق التطبيقات قوية وشرسة، فأغلب الشركات الآن تتوجه لتطوير تطبيقات خاصة بأعمالها، ولكي تضمن قطف ثمار جيدة من برمجة تطبيقك، اقرأ النصائح التالية بتمعن:

حلل فكرتك جيدًا

قبل أن تبدأ بتنفيذ فكرتك، تأكد من جدواها، دوّن فكرتك وضعها أمامك، ثم اسأل نفسك: ما هي المشكلة التي تعالجها فكرة التطبيق؟ لا داعي لأن تكون الفكرة خارجة عن المألوف وليس بالضروري أن تحل مشكلة لم توجد لها حلول سابقة. الأهم هو جدوى تنفيذ الفكرة وآلية التنفيذ الفريدة من نوعها، أي أن تقدم حلولاً مبتكرة، وخصائص تميزك عن منافسيك.

يمكن استغلال نقاط الضعف والثغرات التي يعاني منها المنافسين في تطوير حلول لها وتوظيفها بتطبيقك لتكون نقاط قوة. اهتم أيضًا بجمهورك خلال مرحلة الإعداد واطلع على الحلول التي يعتمدون عليها قبل إطلاقه، وفكّر في سبل إقناعهم بالتحويل لتطبيقك.

استهدف شريحة صغيرة أولاً

قد يدفعك الحماس إلى استهداف قاعدة كبيرة من الجمهور منذ البداية، فتطلق تطبيقًا لأكثر من دولة بمجرد تحميله على المتجر. قد تؤثر هذه الخطوة سلبًا في بداية رحلتك، فعادةً ما تكون التطبيقات في بداية نشرها بحاجة لعدة تحسينات تكتشفها خلال مرحلة العمل، ووجود قاعدة كبيرة من المستخدمين في هذه الحالة، قد يجعلك تخسر شريحة لا بأس بها من العملاء المحتملين.

ضيِّق نطاق جمهورك المستهدف في البداية، فحتى فيسبوك كانت بداية إطلاقه لطلاب جامعة هارفارد فقط، وهو الآن عالميًا. لذا ابدأ صغيرًا، واصعد السلم درجة درجة.

راعِ أحجام الشاشات المختلفة

تتعدد أحجام الأجهزة المحمولة، فبجانب الهواتف مختلفة الأحجام، توجد أجهزة الآيباد التي تكون أكبر حجمًا. وكلاهما يُستخدم للتطبيقات، لذا فإن عدم مراعاة حجم شاشة الآيباد مثلًا عند برمجة تطبيقات الجوال، والتهيئة تبعًا لأبعاد الهواتف فقط، قد يعيق بعض المستخدمين من استخدام بشكلٍ أمثل، فتكون الأزرار والعناصر صغيرة، وينتهي الأمر بحذف التطبيق من أجهزتهم.

سوق للتطبيق قبل إطلاقه

يُعدّ التسويق للتطبيق قبل إطلاقه أمرًا في غاية الأهمية لنجاحه، فمن المهم جذب الجمهور المستهدف، حتى يحصل التطبيق على بعض التنزيلات الفورية عند إطلاقه.

لذا ركز على خلق فضول لدى الجمهور، واحرص على تعريفهم بمنافع استخدامهم للتطبيق، تفاعل على منصات التواصل الاجتماعي لإعلام الجمهور بالتطبيق، وأشعرهم بالمشاكل التي سيقدم التطبيق لها حلولاً، لاستثارة نقاط الألم التي يواجهها المستخدم في البحث عن حل لها، وانتظار ما سيقدمه تطبيقك.

ختامًا، امتلاكك لمهارة برمجة تطبيقات الجوال يفتح أمامك آفاقًا عديدة في الفرص وتنمية الأعمال. لكن إن كنت تمتلك أفكارًا خلاقة وتفتقر للوقت الكافي للتعلّم، يمكنك توظيف مبرمج تطبيقات محترف عبر مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، ليتولى مهمة تطوير تطبيق يتوافق مع متطلباتك.

تم النشر في: تعلم البرمجة منذ 12 ساعة

المصدر